Usaha Teater Qabbani di Mesir

Sayyid Cali Ismacil d. 1450 AH
125

Usaha Teater Qabbani di Mesir

جهود القباني المسرحية في مصر

Genre-genre

17

ويا ليت أصحابنا اقتصروا على ملابس النساء أو على حركات الفاضلات النازلات في مقام التشخيص، بل رأينا منهم من التهتك وخلع العذار والإفراط في الغنج وعدم المبالاة بالأدب ما ألجأنا إلى أن نحرم حضور الناس في تشخيصهم. على أن هؤلاء المشخصين ليسوا بمصريين، بل هم من بعض المطرودين من سوريا؛ لأن حضرة والي الشام لما رأى منهم هذه الأحوال ، وعرف عواقبها؛ منعهم من التشخيص وشدد عليهم اللوم؛ لدخولهم في صنف النساء مع أنهم رجال، فإذا كانت سوريا التي هي دون مصر في العمار والنجاح قد خشيت أن تفسد آدابها بواسطة هؤلاء الناس، أفليست مصر أحق وأولى بأن تحفظ نفسها من ذلك، خصوصا وأن الشريعة الإسلامية الشريفة لا تجوز النظر إلى وجه الأمرد الذي يخشى منه الفتنة، بل إن هؤلاء الأشخاص مرد صناعة لا مرد طبيعة، يأتون من التهتك ما تستقبحه بنات الهوى، وقد سمعنا الإفرنج يحضرون التشخيص العربي في الأزبكية على قصد الانتقاد، يقولون إن أبناء العرب لا يترقون في المدنية مطلقا، بل ميلهم فاسد وأخلاقهم فاسدة، وإلا لما كانوا يحضرون في مثل هذه الحالات التي لا يحضرها من يحترم نفسه ويتبع صراط الأدب القويم. نعم، إن التشخيص لو كان أدبيا لا يتعدى حدود التهذيب يعادل نفعه ضرر التشخيص الذي أشرنا إليه، ولو كانت النساء بدلا عن الذين يتخذون هيئة المرد (بالنبوت)، وكان مع ذلك تمثيلهم على عادة التمثيل الأوروباوي؛ لكنا من أشد أنصارهم. ولكن حيث إن التمثيل على هذه الحال، فلنا الثقة التامة بأن سعادة محافظ عاصمتنا الهمام، نصير الأدب، والمحافظ على فوائده، لم يشاهد ما هو جار في هذا التياترو، وإلا لكان ينفي المشخصين من أول وهلة؛ حرصا على الفوائد التي تبثها المدارس وغيرها من الموضوعات التهذيبية. لأجل ذلك نظهر ثقتنا بأنه يتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع هذا التمثيل بالكلية؛ فإن الحرية واجبة، ولكن قلة الحياء تشوه وجهها، وإن دام هذا التمثيل تضيع ثمرات التهذيب والاستقامة واحترام الأدب التي تغرسها حكومتنا السنية في عقول أبناء الوطن الكرام، ويحتقرنا الخاص والعام، ونصبح أضحوكة بين الأنام؛ لأن الأوروباويين واقفون لحركتنا بمرصد، وهم ينتظرون أقل شيء لأجل التنكيت بنا نحن أولاد العرب، ولا شك أن ما حصل في دمشق الشام سيحصل في مصر القاهرة؛ لأن حكومتنا السنية من أحرص الحكومات على تقدم أولادها إلى الآداب والمعارف والعلوم والابتعاد عن المنكرات، وعندنا أن حضرات رفقائنا أرباب الصحف يتقدمون لمساعدتنا في هذا المشروع الذي هو أول خدمة واجبة للوطن العزيز، وعلى الله الاتكال في جميع الأحوال.

جريدة الزمان: 26 / 12 / 1885م (تياترو جنينة الأزبكية)

وردت لنا الرسالة الآتية تحت هذا العنوان، فأثبتناها بحروفها وهي: إن الجملة التي سطرت في جريدتكم الغراء الخادمة للوطن العزيز منددة بحصول ما يخل بالآداب والأخلاق الفاضلة في ذلك التياترو، قد وقعت لدى عموم العقلاء الذين لا يقبلون التدنس برذائل الأخلاق وقبيح العادات موقع الاستحسان، وصارت موضوع فرح وسرور في محافل الكمال والآداب. وإني قد ألزمت نفسي بإرسال عنان القلم مساعدا لكم في هذه الخدمة الوطنية التي ينبغي لأي وطني حر الخصال القيام بأعبائها، فأقول:

إذا ذهب الحياء فليس عيب

ويبقى العيب ما بقي الحياء

بينما حكومتنا السنية تعالج أبناء بلادها في تهذيب وتحسين شيمهم، باذلة في نوال هذه الغاية النقود الجمة، وفدت علينا أمم تأزرت بلين الألفاظ والتكسر فيها، وتردت كمبيح العادات، واغتصبت أخلاق النساء، وما اكتفت بهذا وحده بل تفننت في زينة ربات الحجال، والغادات الحسان، فتكلمت بما يخل بالآداب ويوجب انحراف الطبع الإنساني عن السير على ما يقضي به الناموس الشريف إلى قبيح الفعال. ومعلوم أن الناموس المقدس لهذا النوع كالزجاج لا يجبر كسره متى انصدع بصدمات القبايح من هذه الفئة قل جبره، وقد انبعث ذميم الأخلاق من هذه العصابة التي طوحت بها الأرياح الدمشقية نفيا للأقذار من أوديتها إلى هنا، حتى إنه في العام الماضي قامت على شاكلتهم بعض أبناء إحدى المدارس، ففطنت الحكومة لهذا الأمر، وعاقبت ناظر تلك المدرسة. ونحن نشارك جريدتكم الوضاء في عدم بقاء مثل هذه الفئة بين ظهرانينا، فإنا وعمر الإنسانية لا نقبل أن أبناءنا يتدنسون بمشاهدتها ويتلطخون بذميم آدابها. ونحن نحن المصريين لا نرضى بأن يقام لدينا سفهاء البلاد الذين أخلاقهم كالجرب السريع العدوى. وهل في شرعة الإنصاف أن تقوم في بلادنا أمة طردت من بلادها لما نجم عنها الضرر العمومي زيادة عما يشوه وجه الشريعة الغراء! ومن أجل المصائب تشيع بعض السفهة اللئام الذين جبلوا على ارتكاب ما لا يليق من الأفعال لهذه العصابة حين نددتم بأفعالها في جريدتكم الوضاء. فما لأرباب الأهواء والمفاسد وما لمصالح البلاد التي تناضلون عنها في جريدتكم خادمة الوطن العزيز؟! أفلا يتدبرون النصايح أم على قلوب أقفالها. وها نحن نستنهض همة نظارة الأشغال، مؤملين منها أن أناسا مثل هؤلاء القوم يناقضون بأعمالهم آراء حكومتنا السنية وأعمالها بما يحاولونه من فساد الأخلاق والانحراف عن الطريق السوي لا يجمل أن يزاولوا أعمالهم هذه في محل من قبل الحكومة،

18

فإن هذا من إحدى الكبر. وإني وعمر الآداب لا أمسك في كل حين عنان القلم في شأن هؤلاء الأشخاص حتى أفوز بنبذ ما يخل بمصالح البلاد وأبنائها، وأظفر من ذلك بالغاية والنهاية (توقيع: مصطفى عارف).

الزمان: نشارك في هذه الأفكار جناب المراسل الذي لا تأخذه لومة لائمة في خدمة بلاده، وقد قدمنا في أحد أعدادنا ما يؤيد حرصنا على منافع أبناء أوطاننا وحسن خدماتنا لهم في المصالح العمومية. وحضر إلينا من قبل هؤلاء المشخصين بعد كتابتنا تلك الجملة ملك التياترو (وهو رجل كبير الأنف طويله، ممدود الفكين المائلين إلى الجهة الوحشية)،

Halaman tidak diketahui