3-4 ) بطريقتين، تبعا لظروف مختلفة. فإذا كانت إحدى الخامتين تفقد وزنا أكثر من الأخرى، فإن المصنع يقام إلى جوارها، أو إذا كانت الحاجة إلى إحداهما أكثر من الأخرى، فإن المصنع يقام عند مصدر هذه الخامة. أما الطريقة الثانية فتفترض أن فقدان الوزن متساو في كلتا الخامتين، والحاجة إليهما متساوية من ناحية الكمية؛ فإن المصنع يقام بينهما في نقطة «ج» لصغر المسافة بينهما وبين السوق (= 50كم من خامة أ إلى ج + 50كم من خامة ب إلى ج + 87كم من ج إلى السوق)، بينما تصبح المسافة المنقولة في أي من رءوس المثلث أكبر (100 + 100كم).
شكل 3-4: مثلث المواقع لألفريد فيبر. س = السوق. م1 = مصدر الخامة الأولى. م2 = مصدر الخامة الثانية. في الحالة الأولى ينقل الخام مباشرة إلى المصنع الذي يقام في السوق، ولا يشكل النقل تكلفة غالية. في الحالة الثانية تنقل الخامتان أولا إلى نقطة ج، ثم تنقلان معا إلى المصنع الذي يقام أيضا في السوق، وهو أقصر الطرق، ومن ثم أكثرها اقتصادا في عملية النقل (انظر النص).
وقد لقي مثلث فيبر هجوما على أساس: (1) أن تكلفة النقل لا ترتفع باطراد. (2) أن تكلفة النقل للخامات عادة أرخص من تكلفة نقل السلع المصنعة، وهذا هو الهجوم الذي تتعرض له حلقات فون تونن، وبرغم ذلك فإن نظرية فيبر تعد بحق الخطوة الكبرى في نظرية المواقع؛ ذلك أن النظرية يمكن أن تطبق على أرقام من واقع تكلفة النقل الفعلية، ويمكن تطوير «المثلث» إلى «مربع » مواقع في حالات معقدة مثل وجود سوقين وخامتين بدلا من سوق واحدة وخامتين.
ومما يذكر لفيبر أنه لم يقف موقف الملتزم الصارم بمثلث المواقع وأهمية تكلفة النقل في اختيار مواقع الصناعة، بل إنه قد اعترف بدور تكلفة العمالة كعامل آخر يحسب حسابه في مواقع الصناعة، فحيث تكون أجور العمال أرخص يمكن أن يصبح ذلك عامل جذب للصناعة. وقد ظهر ذلك بوضوح كعامل وراء خروج الاستثمارات الأمريكية إلى أوروبا واليابان، حيث العمالة الصناعية أرخص من مثيلتها في الولايات المتحدة.
وهناك نظريات أخرى مثل نظرية فيتر
F. A. Fetter
ونظرية تبادل التأثير بين الأسواق، وغيرهما. وهذه النظريات في مجموعها تسعى إلى توضيح أثر النقل على أماكن نشأة الصناعات في علاقتها بين السوق والإنتاج. (6) تعقد وتشابك مشكلات النقل
في ختام هذا الفصل الثالث نحب أن نؤكد على بعض النقاط الهامة في دور النقل كعامل مؤثر في النشاط الاقتصادي، ومن بين ما ترجع إليه أسباب هذا التأثير كفاءة الشحن والتفريغ مع قلة الخسائر إلى الحد الأدنى الممكن.
فالكفاءة تنطوي على معنيين: الأول سرعة الشحن والتفريغ؛ أي بعبارة أخرى عامل الزمن. والثاني قلة التكلفة في الشحن والتفريغ؛ أي مدى الاقتصاد في الأيدي العاملة التي تتولى هذه العمليات، ومدى استخدام الآلات الحديثة من روافع مختلفة الأحجام، ثابتة أو متحركة على محركات صغيرة. والتقليل من العمالة البشرية يعطي اقتصادا أكبر في تكاليف الشحن والتفريغ، حتى ولو كانت أجور العمال منخفضة في الدول النامية والمختلفة. ويرتبط بالكفاءة أيضا استخدام نظام «الصندقة» (من صندوق)
Container System ، وهو نظام حديث تعبأ بمقتضاه في داخل صناديق ضخمة حمولات كثيرة ذات اتجاه واحد؛ ومن ثم ترفعها الأوناش الكبيرة من القطارات أو الشاحنات إلى ظهر السفن، أو بالعكس، وفي هذا توفير للجهد والعمالة وزيادة في الأمان وتقليل التلف إلى الحد الأدنى.
Halaman tidak diketahui