وموضوع المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، حيث الطول خمس وستون درجة وعشرون دقيقة والعرض خمس وعشرون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة. وفي شرقيها العوالي، وهي من السروات الممتدة من أول اليمن إلى الكرك بالشام. وفي شرقيها وشماليها تقع جبال طي وهي ثلاثة يمر بها حجاج الكوفة. الغربي منها وهو الأول حيث الطول ثمان وستون درجة والعرض حيث رأسه الجنوبي ثمان وعشرون درجة وأربعون دقيقة. ومن هنالك إلى آخر الجزء الرابع مجالات بطون طيّ وهي الباقية في الحجاز إلى عصرنا.
الجزء الخامس: أول ما يلقاك منه مجالات خفاجة، وهم عرب العراق في عصرنا، وغاراتهم متصلة على البلاد التي صارت في إيالة التتر وكلما طلبوهم دخلوا الصحارى في الحجاز. ثم في شرقيها مجالات بني عامر عرب اليمامة والبحرين. وتقع مدينة البحرين قاعدة بلادها المشهورة على بحر فارس، حيث الطول تسع وسبعون درجة والعرض خمس وعشرون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة. والبحر يدخل في البر من جانبيها ولذلك عرفت بهذا الاسم. وفي شرقيها جزيرة أوال وهي مستطيلة من أول خط الإقليم الثالث إلى حيث العرض ست وعشرون درجة وهي ضيقة أعرض ما فيها عشرة أميال، وبينها وبين البحرين نحو ستين ميلًا، وبها كثير من بقايا القرامطة، وهي كانت مركزهم. وفي شماليها مع خط الإقليم الرابع جزيرة خارك المشهورة بمغاص اللؤلؤ وهي في جنوبي جنبه من مدن فارس. ووسط هذه الجزيرة في خط الإقليم الرابع حيث الطول ثمان وسبعون درجة، وهي من الجزائر الصغار التي لا تبلغ عشرين ميلًا. وفي شرقيها وجنوبها جزيرة كيش وهي مشهورة عند المسافرين وفيها مغاص اللؤلؤ وفيها خواص وأغنياء ومنها أهل فضل. وقدرها اثنا عشر ميلًا ووسطها حيث الطول ثلاث وثمانون درجة والعرض سبع وعشرون درجة. وفي شرقيها فرضة كرمان المشهورة على ألسن المسافرين، وهي مدينة هرمز على خور مالح تدخله المراكب من بحر فارس. وموضوعها حيث الطول أربع وثمانون درجة والعرض ثمان وعشرون درجة وعشرون دقيقة. ويقع في هذا الجزء من فرض مكران تيز حيث الطول ست وثمانون درجة والعرض ست وعشرون درجة وعشرون دقيقة. وفي شرقيها من فرض مكران كير. وبينهما على الساحل ثمانون ميلًا. ثم مدينة قنبلي، وهي حيث الطول سبع وثمانون درجة وخمس وخمسون دقيقة والعرض أربع وعشرون درجة واثنتان وأربعون دقيقة. وتقع قاعدة مكران، مدينة فيروز، حيث الطول سبع وثمانون درجة والعرض ست وعشرون درجة وستون دقيقة.
الجزء السادس: أول ما يلقاك منه بطائح الزط، وهم أمة من عورام السند وبواديهم يضرب بها المثل في الركاكة، ومنازلهم في أخصاص كرجالة البرابر على أنهار وبرك واصلها من نهر البيرون. وفي شرقيهم مدينة البيرون التي ينتسب إليها أبو الريحان البيروني المتفنن في العلوم القديمة والحديثة وهو تلميذ ابن سينا. وهذه المدينة من فرض بلاد السند التي على خليجهم الملح الخارج من بحر فارس، والنهر المنسوب إليها في شرقيها ينصب في الخليج ومنبعه من جبال كابل المتصلة بجبال تخارستان، وهي هنالك منبع بعض الأنهار مثل جيحون الجاري إلى الشمال. وموضوع البيرون حيث الطول إحدى وسبعون درجة واثنتان وخمسون دقيقة. ويمر الخليج فينزل إلى الإقليم الثاني حيث مدينة الديبل التي تقدم ذكرها، ثم يقف مع خط الإقليم الثالث وينصب فيه هناك مهران الكبير على مقربة من الديبل. وفي شرقي ذلك حيث الطول خمس وتسعون درجة ونصف والعرض أربع وعشرون درجة واثنتان وأربعون دقيقة، قاعدة السند وهي المنصورة. والنهر في جنوبيها، ويحدق بها ذراع من مهران يرجع غليه فتصير من ذلك في جزيرة وتقع في شماليه قاعدة كابلستان، كابل التي ينسب إليها الخليج الكابلي. وفي جبالها عقاقر هندية وكانت من ثغور المسلمين في وجوه الهند وقد حصلت مع السند في إيالة التتر.
1 / 30