وفي هذه الجزيرة من المدن المشهورة في الكتب ثلاث تقع على ثلاثة أنهار. فالأولى كلوة، وبها صاحب هذه الجزائر ومنها الإقلاع وإليها الحط. وهي في غربي الجزيرة وجنوبيها، حيث الطول أربع وثمانون درجة ونصف، والعرض سبع درجات وخمسون دقيقة. وفي الجانب الشرقي الجنوبي مدينة المند، وفي الغربي الشمالي مدينة كنك، ودور الجزيرة ألف وأربعمائة ميل، وهي تقارب التربيع وفيها دخلات من البحر. وفي غربيها جزائر صغار خاملة الأسماء. ومن جزائرها المذكورة في الكتب جزيرة القطربة وهي في غربيها، طولها من المغرب إلى المشرق مائة وستون ميلًا وعرضها نحو ستين ميلًا. وأهلها أمة على طريق الهند وطريق بحر فارس لا يزالون يقطعون على المراكب. وبين البحر الذي بينها وبين جزيرة كلوة مجرى وثلث، وفي جنوبيها جزيرة القرود، وهي مدورة ذات جبال وشعاب قد غلب عليها القرود. وأهل الجزيرة التي تقاربها يتحيلون في صيدها ويحملونها إلى البلاد فيبيعونها. ودون هذه الجزيرة نحو مائة ميل وستين ميلًا وهي في ركن جزيرة كلوة الجنوبي الغربي، بينها وبين البحر نحو مجراوين. وفي جنوبيها من جزائر كلوة جزيرة كرمدة دورها نحو ثلاثمائة وثلاثين ميلًا، وأهلها سود قطاع بمراكبهم. وفي شرقيها جزيرة البركان، فيها جبل لا تزال النيران تتقد فيه ليلًا والدخان يصعد منه نهارًا على منزع بركان صقلية. وسكانها زنوج ودورها نحو ثلاثمائة ميل. ويتلو هذه الجزائر المصاقبة لكلوة، جزائر الزانج، وهي مشهورة على ألسن المسافرين، وأعظمها جزيرة سربزه طولها من الشمال إلى الجنوب أربعمائة ميل، وعرضها في كل طرف من الجنوب والشمال نحو مائة وستين ميلًا، وفيها من البحر دخلات، ومدينتها سربزه في وسطها يدخل إليها جون من البحر وهي على نهر. وموضوعها حيث الطول ثمان وثمانون درجة ونصف والعرض ثلاث درجات وأربعون دقيقة، ولها مدائن غير مذكورة. وبعد جزائر الزابج جزيرة أنفوجه، لصاحبها من العدة والعدد ما يستطيل به في أكثر الأوقات ويستولي على جزائر الزابج بسببه. وفي الجانب الجنوبي مدينة أنجبه. قال البيهقي: " وأكثر عيش أهل هذه الجزائر من الموز ". وطول جزيرة أنفوجه نحو مائة وسبعين ميلًا ووسعها دائر على تسعين ميلًا. وعرض المجاز الذي بينها وبين جزيرة سربزه نصف مجرى. وفي جنوب سربزه وشرقيها من جزائر الزابج الصغار ما لا يعد كثرة. وأكثرها مسكونة بالسودان والقليل من هذه الجزائر هو الداخل في هذا الجزء الخامس. وعند انتهائه يكون خط الاستواء، وقبة أوزين وقد تقدم ذكرها.
الجزء السادس: جميعه بحر فيه جزائر الديباجة وهي كثيرة وأكبرها جزيرة دويبي، وبذلك تعرف على ألسن المسافرين. ومدينتها حيث الطول اثنتان وتسعون درجة والعرض خمس عشرة درجة وعشرون دقيقة. وطول الجزيرة من المغرب للمشرق مئتان وعشرون ميلًا. ووسعها دائر على مائة وأربعين ميلًا. وسكان هذه الجزيرة أكثرهم من أبناء العرب، وهم مسلمون ينزل عندهم المسافرين إلى الهند ويبتاعون منهم قصب السكر. ومعظم قصبهم أسود اللون. ومن هذه الجزائر ما هو داخل في الإقليم الثاني. وأكثر الجزيرة الكبيرة داخل فيه. وبينها وبين بر السند نحو مجرى ونصف.
الجزء السابع: معظمه يقع فيه جزائر النارجيل المحسوبة من عمل سرنديب. وهي كثيرة وليس فيها ماهو مذكور في الكتب غير جزيرة بلق. وقد ذكرت خلق الخط، كما ذكرت جزيرة سرنديب المشتركة بين ما في جنوبي خط الاستواء وشماليه. ويقع في ساحل هذا الجزء الشمالي من مدن الهند المشهورة على ألسنة المسافرين السومانات، وهي من بلاد الجزرات وتعرف أيضًا ببلاد اللار. وموضوعها في دخلة في البحر، فتحط بها كثيرًا مراكب عدن لأنها ليست في جون ولها جون كبير تنزل مادته من الجبل الكبير الذي في شماليها إلى شرقيها، وموضوعها حيث الطول مائة وعشرون درجة والعرض خمس عشرة درجة. وفي شرقيها آخر الإقليم الأول على درجة في الطول مدينة تانه. وهي آخر مدن اللار المشهورة على ألسنة التجار. وأهل هذا الساحل الهندي جميعهم كفار يعبدون الأبداد ويسكن معهم المسلمون وتسافر إليهم مراكبهم. وأكثر ما يعبدون صنم السومانات، وهو معظّم عند الهنود يسافرون إليه من الأقطار وعليه مبنى أبيض يظهر للمراكب في البحر من بعيد. وأكثر ما ينبت في بلاد اللار البقم، ومنها يجلب اللاكي وهو صمغ أشجارهم.
1 / 15