Judad Wa Qudama
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Genre-genre
هذا نبأ أذاعته أول من أمس وزارة التربية والتعليم عندنا، ترى هل فكر من يعنيهم الأمر فيها أن يدرجوا في منهاج البكالوريا العتيد اسم من أقرت له مصر بالفضل! حييت يا مصر، لكأنك تقولين لنا، هذا رجل النهضة لا غيره، لقد ظن المتعمدون طمس ذكره أنهم أحيوا غيره وأماتوه، فما حاق المكر إلا بأهله، لا بد لإحياء الموتى من مسيح جديد، ومن أين!
ما كنت لأعرف من عدل ذاك المنهاج لو لم أر «في كل واد أثرا من ثعلبه»، كنت أسائل دائما: أما نزلت طبخة عجوز ابن الخطاب؟ فيجيبني الصديق جوزف شمعون رئيس الديوان في ذلك الزمان: منهاج يرضيك ويعجبك، ولما فرض علينا ما أنكرت منه، ما كنت أعرف أنها شنشنة أعرفها من «أخزم».
عجيب غريب! ألا يكون لرب البيت مكان يسند إليه رأسه، ألا يذكر الشدياق في منهاج وطنه وهو امرؤ القيس، وجاحظه، وخليله؟ أيمكن أن تبنى نهضتنا على أساس إن لم يكن الشدياق حجر الزاوية؟ ترى، بماذا كنا نباهي لو لم تك آثاره؟ حقا، لا يكرم نبي في وطنه!
هل من يقول لي - وأجره على الله - أي عمل للخلاصة اللاهوتية في منهاج البكالوريا؟ أنحن نعد إكليريكيين، وبعد فهل يعرف ذلك «الذكي» من الخلاصة اللاهوتية غير اسمها، أما ألهمه شيطانه حين جعل فلانا وفلانا «فرضا»، يجعل الشدياق «نافلة» مثل جبران! أتقر سوريا جبران في «متن» منهاجها ونضعه نحن على «الهامش».
لماذا طرد الشدياق خارجا؟ ألأنه انتصر لأخيه الذي قتل صبرا؟ أما حمل فولتير قبله حملات غواشم، وهو يدرس في مدارسنا ومدارس من لم يهادنهم قط؟ قد يقولون: في كتب الشدياق أحماض، فهل في كتب أبي نواس والجاحظ وعمر وروسو ولافونتين كنافة بجبن وعسل بشهده؟!
ماذا يريد «رتيلاء» وزارة التربية أن ندرس أبناءنا من آثار من أقروهم في عصر النهضة! فواحد - أجزل الله ثوابه - جمع ولم كثيرا، ولكنه لم ينشئ شيئا، وآخران ما كانا إلا مقلدين للقدماء، ومقدمة سليمان ليست مقدمة ابن خلدون ولا سفر الجامعة كان لها شأن قبل أن وجدت كتب الأدب المختصة، أما اليوم؟
إننا نفهم منهج البكالوريا معرضا لإنتاج نوابغ الأمة، لا مأوى عجز، إن لبنان موطن الحرية الأممية، فلنعمل له منهاجا بريئا من كل ميل، فكم هي مضحكة تلك الخلاصة اللاهوتية في منهاج أدبي، فمتى كان المنهاج نوفيسيا
Noviciat
يا جماعة الخير! ومتى كان يأوي المنهاج غير بلغاء الكتاب والمبدعين؟!
تعد وزارة التربية الوطنية بمنهج سوي فأين غربالها؟ عفوا، أين الددت.
Halaman tidak diketahui