Judad Wa Qudama
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Genre-genre
قال: أعود إلى المحاماة، وأعلم معك إذا اقتضت الحال.
وحدقت إليه لعلي أدرك عمق يأسه ومدى ألمه، فرأيت بريق زجاجتيه قد تضاءل، وزيت قنديله قد شح، فقلت له: يا قليل العقل، تعود إلى المحاماة والتعليم بعدما خيمت في الشاطئ يا أبا منذر؟
فانفرجت شفتاه زهاء ميليمتر ولم يجب، فقلت له: كفاك الله شرهما يا عزيزي، فالذي لم يسهل عليك عمله شابا يعتاص عليك كهلا، أما سمعت قول المثل اللبناني: بعد ما كبر وشاب حطوه في الكتاب؟
قال: ولم لا تقول شيخا؟
قلت: لكيلا أصير أنا هرما.
فضحك ضحكة فزعتني، ليس بينها وبين ضحكة الهيكل العظمي فرق كبير.
كان عمر قليل الكلام معافى، فكيف به وقد هد حيله اليرقان، وله كبد مقروحة، لا يبيعه أحد بها كبدا ليست بذات قروح، كان يعاني مرضا كالنعاس يهد ولا يؤلم.
وثنيت عنان الحديث صوب النوادر والفكاهة فوجدته لا ينشط لها، فعدت إلى دار المكشوف أحدث صديقنا الشيخ فؤاد حبيش عن الخطر العتيد. •••
وفي خطرة ثانية سألت الشيخ الحبيشي عن حال عمر فقال لي: بخير، كان هنا، فقلت في قلبي: إذن ما أبعد الموت عنك يا مارون، إن صح عمر وسلم.
وذهبت إليه لأهنئه بالسلامة فوجدتني أقول: عفوا، لا تخدع نفسك، توق ما استطعت، ما أراك كما أشتهي.
Halaman tidak diketahui