المعاز :
جوسلين! ولورانس معه! آه يا سيدي، لو لم تخني قواي لما ترددت من الهرب، فبقيت في مكاني أضطرب كالأوراق لدى مرور النسيم، ناظرا إليهما في تلك البحيرة الشفافة، وقد غلف جسديهما رداء من الأثير الفضي، وبعد فترة قصيرة وقفا على الأعشاب المرتعشة وأخذا يحدقان إلى جميع الأماكن، ناظرين إلى الأشجار تارة وطورا إلى المياه، ثم يشيران بالعيون إلى البقية الباقية من آثار حبهما القديم ويلتفتان إلى بعضهما كأن كلا منهما يقرأ فكرته في مخيلة الآخر، عندئذ رأيت لورانس تمد يدا إلى الأعشاب المرتعشة وتقطف باقات من الزهر ثم تنثرها على رأسها المكلل بالغيوم الشفافة وتنادي ذكرياتها البعيدة فتبعث جميعها من العدم وتسرع إلى ندائها، وأبصرت الوعلة تلجذ يديهما بسرور لا حد له، والحمائم البيضاء تخرج من عشاشها وتتجمع أسرابا أسرابا على رأسيهما الجميلين، وأبصرت أيضا جماعات من النساء والأطفال لا أعرف من أمرهم شيئا يفدون من وراء الغيوم ويباركون هذا العرس السماوي، وسمعت أصواتا عديدة تتدفق مع المياه وتنشد أغاني الزفاف الملكي، كانت أصوات الملائكة وقد جاءت لتصغ في أنمليهما حلقة العرس الخالد، أما أنا فقد صعقت لدى هذا المشهد العظيم، ولكي أتبين جليا ما يتراءى لي في مياه البحيرة حولت نظري إلى السماء فلم أر شيئا، غير أني سمعت أصواتا تنشد هذه الكلمات العذاب: «لورانس! جوسلين! الحب! الخلود!»
Halaman tidak diketahui