Jenayah: Bumi dan Kaum serta Sejarah
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Genre-genre
بعدها تحرك الشرطي نحو مسئوله وهمس في أذنه، وأشار إلى مايكل بإصبعه، وتحدثا قليلا ثم عاد إلى مكانه، غمز بعينه اليسرى لمايكل فاقترب منه مرة أخرى. - أخبرني هل قبل؟ - نعم، لكنه يريد ثلاثين ماركا. - ثلاثين! - نعم، وبدونه لا يمكنك الدخول.
فكر قليلا، كان المبلغ ضخما بالنسبة لما هم فيه، لكن لا خيار أمامه، سارة أم ثلاثون مع خمسة له، خمسة وثلاثون ماركا! هذا المال يكفينا مدة شهر هنا، يا لطمعهم، يهود بيننا وهكذا نبتز ونستغل بعضنا بعضا، لم يكن مخطئا ذلك المذيع الذي اتهم اليهود بالاستغلال والابتزاز يوم كنا في ميونخ، أخرج ثلاثين ماركا ووضع فوقها خمسة ماركات وأعطاه مع ابتسامة صفراء، أخذها الشرطي ووضع في جيبه خمسة عشر ماركا ثم توجه إلى مسئوله، بقي مايكل مصدوما مما فعل، قال في نفسه: عليك اللعنة.
كان وراء الباب موظف استعلامات سأله مباشرة: ماذا لديك؟ - أختي الصغيرة مريضة بالتيفوئيد، علني أستطيع إقناع مسئول شئون المرضى بنقلها إلى المشفى خارج الغيتو. - إلى الطابق الثاني من هنا ستجد أمامك ممرا مثل هذا الممر، مكتبه هي الغرفة الثالثة من على اليمين.
وبينما مايكل يعتلي الدرج رأى ضابطا نازيا بكامل قيافته صدم للوهلة الأولى، إنه نفس الضابط الذي وقع عنده تعهد ترك ألمانيا في معسكر داخاو، توقفت كل جوارحه عن الحركة، أصابه الجمود وتذكر أيام المعسكر المريرة، مر من جانبه والابتسامة تعلو جبهته، لو رأيته في الشارع لقلت إنه من ألطف وأرق ما خلق الله، لكن مجرد رؤيته بالنسبة لمايكل ولنزلاء المعسكر يسبب ضيقا في التنفس وشللا عن الحركة.
أخذ نفسا عميقا كي يعيد نشاط الدورة الدموية في جسده، ثم أكمل طريقه إلى الطابق الثاني وهو يتساءل: ماذا يفعل هذا الضابط هنا؟ لا بد من أن هنالك أوامر جديدة ببرنامج إعادة التوطين.
طرق باب الغرفة الثالثة من الجهة اليمنى. - تفضل.
عندما دخل رأى المسئول قد وضع كفه على جبينه والأخرى على خصره، ويخطو ذهابا وإيابا خلف مكتبه وكأن أمرا جللا سيحصل وهو في حيرة من أمره، التفت إلى مايكل وأشار بيده: اجلس هناك.
مرت دقائق على جلوسه والمسئول غارق في التفكير والحيرة، تنحنح مايكل قليلا: سيد «مارك»، هل أستطيع التحدث إليك؟
قرأ مايكل اسمه من اللوحة الخشبية الموضوعة في مقدمة مكتبه، نظر إليه ثم جلس. - هات ما عندك! - أختي الصغيرة يا سيدي. - ما بها؟ - لقد أصابتها حمى شديدة منذ ليلة البارحة، واليوم صباحا بالكاد وجدت طبيبا ليفحصها، فأخبرني أن أعراض المرض توحي أنها مصابة بالتيفوئيد ويجب نقلها إلى المشفى خارج الغيتو حالا وإلا ستموت وتنقل المرض إلينا. - خارج الغيتو!
قالها متعجبا. - سأعطيك المبلغ الذي تريده، فقط أنقذها يا سيدي ودعهم ينقلونها إلى المشفى أرجوك.
Halaman tidak diketahui