Jenayah: Bumi dan Kaum serta Sejarah
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Genre-genre
سكت رجال القرية وبدا أنهم يفكرون في كلام المختار، كانت حادثة اليوم لها تأثير كبير في نفوسهم وتعبهم الشديد من جراء عدم وجود حل جذري لمشكلتهم .. ثم أبدوا جميعا أنهم موافقون على الفكرة، كان بانوس أكثر المتحمسين لفكرة المختار على عكس غريغور وأرتين؛ لأن باتيل ستكون قريبة من «وان». •••
كانت مقاطعة غاردن تعيش حالة من الهلع، والخوف قد غزا وجوه المارة في السوق، ففي أي لحظة يوشك أن يحدث اغتيال للدرك المنتشرين هنا أو هناك، أو مشاحنات بين الأرمن والأكراد التي عادة ما تتحول إلى شجار بالسكاكين وتوعد بالويل، كل يهدد الآخر بشكل مبطن، هذا متكئ على الفرسان الحميدية، وذاك بالثوار الأرمن، والقتل غدا الحل الوحيد بينهما بعد قرون طويلة من الجيرة والامتداد التاريخي المشترك، وكأن التعصب قد محا كل تلك السنين وبرز الوجه الأسوأ للطرفين. - أرتين: المدينة ستنفجر بأي لحظة. - وهذا ما نريده. - كيف؟ نحن الطرف الأضعف إذا انفجرت حتما ستكون خسائر الأرمن أكثر منهم بكثير. - إنها معادلة التضحية التي لم تعجبك في يريفان. - لكن هذه المرة لا تشبه عواقب عملية اغتيال الوالي الفاشلة. - كلما كانت التضحيات كبيرة كلما اقتربنا من الغاية أكثر. - علها تكون التضحية الأخيرة.
أطرق أرتين نظرة استغراب بوجه بانوس. - أخيرة! - أعلم أنها أمنية مستحيلة، وأعلم أننا في بداية طريق سيطول بلوغ نهايته، لكن ما لنا غير الأمنيات نوهم أنفسنا بها ونخفف الوطء عليها.
هز أرتين رأسه، ثم ساد صمت بينهما كانا جالسين على تلة مرتفعة يتأملان بحيرة وان الزرقاء، ومراكب الصيد تتأرجح على الماء وكأنها مهد طفل تحركه الأم بلطف شديد. •••
في صباح أحد الأيام تفاجأ أهالي الحي الأرمني بانتشار الثوار في الأزقة وهم مدججون بالأسلحة، وأقيمت الحواجز حول كنيسة «ديره» ومبنى الإرسالية البروتستانتية ومحلة «نورشين» و«حاج بوغان» من جانب كنيسة «إيريك»، باستخدام جذوع الأشجار وأغصانها وكذلك بطوب اللبن، وبذلك سد الثوار كل منافذ الجزء الأرمني من المقاطعة، فأصبح تحرك الثوار بحرية أكبر داخله.
سمع أرتين صوت إطلاق نار من جهة محلة «نورشين»، لكن تبين فيما بعد أن مجموعة من العمال كانوا قادمين إلى مكان عملهم الحي الأرمني، وتم إطلاق النار في السماء حتى يعودوا أدراجهم، كان أرتين يبحث بين الثوار عن غريغور وبانوس، بعدما أصبحت حركتهم حرة في الجزء الغربي من مقاطعة غاردن، وبالأخص فصيل الاغتيالات كانت مهمتهم ليست بخط الصد الأمامي مثل بقية الفصائل المدربين على مثل هذه الاشتباكات ، فقد تم اختيار أمهر القناصين في الفصيل ووضعهم في أعلى أسطح البيوت العالية وسطح الكنيسة، ولم يكن أرتين ممن اختيروا لتلك المهمة.
تجول بين الأزقة حاملا سلاحه، كان القادة مجتمعين ويوجهون مقاتليهم ويدبون فيهم روح الحماسة، وعند وصوله قرب كنيسة «ديره» انتبه إلى غريغور وهو متكئ على حائط الكنيسة يمسح بارودته بقطعة قماش على مهل، تعانقا عناقا طويلا.
أثناء تبادلهما الحديث أمطر موقعهما بوابل من الطلقات، اتكأ أرتين على جدار الكنيسة، بينما غريغور كان يصيح كالمجانين وهو يطلق النار باتجاه العدو خلف جدار من طوب اللبن ويرفع حماس الذين معه، بعدها وصلت إمدادات إلى هذا الجزء الذي يبدو أن العدو قد ركز عليه في بدء الهجوم .. سقط العديد من الشهداء في تلك الهجمة المفاجئة، لكن لم يستطيعوا اختراق الحي الأرمني، لاستبسال غريغور ومن معه من المقاتلين.
استمرت المعارك من الصباح حتى غروب الشمس يومها، في كل الجهات من الجزء الأرمني، وبسبب التمركز الجيد ووجود القناصين وبسالة المقاتلين لم تستطع قوات «سعد الدين باشا» دخول أي محلة فيه، وبقي الحي الأرمني محصنا ومنيعا.
أقبل أحد المقاتلين نحو أرتين وهو يلهث. - أرتين، أرتين، لقد أصيب بانوس بطلقة نارية على كتفه. - ماذا تقول؟ أين هو الآن؟ - دعني آخذ نفسا.
Halaman tidak diketahui