Jenayah: Bumi dan Kaum serta Sejarah
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Genre-genre
تأخروا كثيرا حتى بزغت الشمس وتسلل ضوءها من فتحات التهوية المستطيلة للثكنة، في مثل هذا الوقت في العادة يكون كل معتقل في المكان المخصص له للعمل، وبما أن للصبر حدودا، وهذه الحدود لم يتم رسمها لكل البشر بنفس المقياس، يبدو أن أحد المعتقلين لم يتحمل أكثر من ذلك، فركل الباب بكل ما أوتي من قوة، لكنه لم ينفتح، أصدر صوتا عاليا فصمت الجميع فجأة وشحبت الوجوه مرة أخرى، إن سمعوا الصوت فالعقاب الجماعي آت لا محالة، انتظروا وقتا كافيا ليصل الجنود إلى الثكنة، لكن ما من أحد .. تشجع آخر وآخر وتناوبوا على ركل الباب حتى كسر القفل وانفتح الباب.
خرجوا إلى الساحة، لا يوجد أحد .. هدوء مخيف، ألقى مايكل نظرة إلى أبراج المراقبة، الحراس غير موجودين، بدأ المعتقلون يركضون كالمجانين نحو الثكنات يكسرون الأبواب فيخرج معتقلون آخرون وآخرون، حتى عج المكان بهم بلباسهم الرث المخطط وأجسادهم النحيلة والمثلثات الملونة على صدورهم مع أرقامهم.
حالما سمعوا صوت دبابة تقترب من الساحة هرع الجميع إلى ثكناتهم، حسبوا أن النازية قادمون، أغلقوا الباب على أنفسهم وتسلق البعض ليسترق النظر إلى الساحة من فتحة التهوية في أعلى الحائط، وبدأ يخبرهم بما يرى، بلغت القلوب الحناجر، والكل يمني النفس بالخلاص. - وصلت دبابة.
ثم يسكت. - وصلت عربة عسكرية غريبة.
سأل أحد المعتقلين: أخبرنا هل هم النازية أنفسهم؟ - وكيف لي أن أعرف؟ - من البزة العسكرية أيها الأحمق! - لم ينزل أحد من الدبابة ولا من العربة.
ظل يراقبهم إلى أن صاح: نزل أحد الجنود لقد نزل. - أمن النازية؟ - لا أظن، إنني لأول مرة أرى هذا الزي العسكري، ها قد خرج إليهم المعتقلون ولم يفعلوا لهم شيئا، إنهم ليسوا نازيين.
عمت الفرحة والبهجة والسرور المكان وطغت على وجوه المعتقلين، وتعانق الجميع مع بعضهم البعض، ركض روبرت نحو مايكل فاتحا كلتا يديه وعانقنه بكل ما أوتي من قوة وهو يبكي ويضحك في الآن نفسه. - لقد تحررنا يا مايكل، تحررنا!
لم يفرح مايكل كثيرا كما فرح الجميع، كانت دموعه تذرف دون إرادة وكأن السعادة التي نحلم بها تتفق مع أسوأ الأوقات؛ لتحمل في جوفها ألما يزيح بهجة مجيئها، قال في نفسه: ماذا لو وصل هؤلاء قبل موت ديفيد وأنقذنا حياته؟ ما الذي ربحته النازية من التسبب في موتك يا ديفيد؟ كيف لي أن أسعد بحريتي وأنا السبب الأساسي بموتكما أنت وسارة؟ فليغفر لي الرب خطيئتي! - أين ستكون وجهتك؟ - سأرجع إلى وارسو علني أجد والدتي هناك، وأنت؟ - أنا أنتظر دخول الحلفاء إلى ألمانيا، ثم أعود لقريتنا علني أجد أحدا من أهلي، هذا إن بقوا على قيد الحياة إلى الآن. - تعال معي إذن، تمكث في وارسو لحين دخولهم ألمانيا.
قبل العودة كان الجوع قد أخذ منهما مأخذه، هرعا نحو بيت من بيوت ضباط فرق الإس إس، كان جنود الحلفاء فيها يبحثون عن الأوراق والمستندات والخرائط، توجها مباشرة إلى المطبخ لم يمانعوا تحركاتهم في المعسكر، كان المطبخ مليئا بالأطعمة، اللحم والخضار والفواكه والحليب والجبن والخبز الطري وكل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، كان روبرت يأكل بكلتا يديه بشراهة حتى تنتفخ وجنتاه وبالكاد يستطيع إغلاق فمه، لا يدري أيمضغ الطعام أم يبلعه حتى كاد أن يختنق. - ما بك تأكل كالمشردين! لن يسرق طعامك أحد، على رسلك. - لو لم يشبع بطنك ذلك النازي اللعين لكنت تفعل مثلي أو أكثر. - السيد أرنست يختلف عن النازية كثيرا يا روبرت، على الأقل كان يحمل في قلبه قليلا من الرحمة تجاهنا. - مهما يكن فهو نازي لعين. - أكمل طعامك، سأبحث عن ملابس نرتديها عند عودتنا إلى وارسو. - خيرا تفعل.
الفصل السابع والثلاثون
Halaman tidak diketahui