Jihad Between Muslim Creed and Orientalists' Doubts
الجهاد بين عقيدة المسلمين وشبه المستشرقين
Penerbit
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
Nombor Edisi
السنة السابعة عشرة العددان السابع والستون والثامن والستون رجب-ذو الحجة ١٤٠٥هـ
Tahun Penerbitan
١٩٨٥م
Genre-genre
اعتناق الدين الإسلامي أو استرقاقهم أو قتلهِم أو إجبارهم آخر الأمر على دفع الجزية، ومع أن العلماء المسلمين يعتبرون الجهاد فرضًاَ واجبًا على جميع المسلمين إلا أنهم غير متفقين على قيمته الدينية، ولا يجعلونه جميعًا ركنًا من أركان الدين الخمسة. وأصول الجهاد توضح هذا التردد، فقد كان الرسول في بداية دعوته في مكة ضعيفًا جدًا ولم يزوده القرآن بسلاح سوى الصبر والثقة بالله، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة هبط الوحي يحث المسلمينِ على أن يقاوموا بقوة السلاح أولئك الذين طردوهم من ديارهم وأرادوا بهم شرًاَ (ق: س ٢٢، ٣٩- ٤٣) وبمناسبة غارة قام بها المسلمون لخرق الهدنة الجاهلية في الأشهر الحرم أمرهم القرآن (س ٢: ٢١٢) أن يقاتلوا"١.
هذا رأي المستشرق والملاحظ أنه يمتلئ بالأخطاء سواء عن قصد أو سوء فهم، من ذلك أنه يحور مفهوم الجهاد من أداة للدعوة ونشر الإسلام كما هو مضمونه الواسع المليء بالتسامح والصبر، إلى وسيلة للقتل والاسترقاق والنهب. ثم يتحدث عن سرية عبد الله ابن جحش على أنها غارة.
والمعروف أن الرسول ﷺ بعث عبد الله بن جحش ومعه ثمانية رهط من المهاجرين في رجب وكتب لهم كتابًاَ، فإذا فيه "إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشًا وتعلم لنا من أخبارهم"٢ فالمطلوب من السرية الحصول على معلومات عن قريش، وليس في هذا أمر غريب بين أعداء احتمال الحرب بينهما وارد، ولكن لم يكن أمرًا للسرية بالقتال فقوله إنها غارة فيه إجحاف وتجن. وخاصة وأن الرسول ﷺ قال لهم عندما رجعوا: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام"، وظل الأمر معلقًا حتى أنزل الله على رسوله ﷺ ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ ٣ وما قاله هذا المستشرق لم يخرج عما قاله أعداء الإسلام حينذاك عندما قالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وغنموا الأموال وأسروا الرجال٤
_________
١ جودفروا، م. كتاب النظم الإسلامية، (باب الخلافة) مترجم، ص١٣٥.
٢ ابن هشام، المصدر السابق، ج ا-٢، ص ٦٠٢.
٣ سورة البقرة، آية ٢١٧.
٤ ابن هشام، المصدر السابق، ج ا-٢، ص ٦٠٤.
1 / 84