بَابُ وُجُوبِ حَقْنِ الدِّمَاءِ
حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيُّ» . قُلْتُ: وَمَنِ النَّبِيُّ؟ قَالَ: «رَسُولٌ» . قُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» . قُلْتُ: بِمَا أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «بِأَنْ تُوصَلَ الْأَرْحَامُ، وَتُحْقَنَ الدِّمَاءُ، وَتُأَمَّنَ السُّبُلُ، وَتَكْسَرَ الْأَصْنَامُ، وَيَعْبُدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ» . قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ بِهِ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: " أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغِي فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ "
بَابٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَوْفٍ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّوَاسِيِّ، عَنْ نَافِعٍ جَدِّ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ فَأَتَى عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمَ ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ فَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ حَتَّى يُدْرِكُوا بِثَأْرِهِمْ، فَأَتَوْا طَائِفَةً مِنْ بَنِي عَقِيلٍ فَأَصَابُوا مِنْهُمْ رَجُلًا فَاتَّبَعَتْهُمْ ⦗٦٨⦘ بَنُو عَقِيلٍ فَقَاتَلُوهُمْ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْمُنْتَفِقِ يَقُولُ فِي رَجَزٍ لَهُ: [البحر الرجز] أَقْسَمْتُ لَا أَطْعَنُ إِلَّا فَارِسَا ... إِذِ الْقَوْمُ لَبِسُوا الْقَوَانِسَا قَالَ: فَقَالَ رَجُلُ الْحَيِّ: أَلَسْتُمْ يَا مَعْشَرَ الرِّجَالِ سَائِرُو الْيَوْمِ؟ قَالَ: فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ الْمُحَوِّشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَاطَّعَنَا طَعْنَتَيْنِ فَطَعَنَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي عَضُدِهِ فَأَخْتَلَهَا فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ ثُمَّ قَالَ: يَالَرُوَاسٍ. قَالَ: فَقَالَ رَبِيعَةُ: مَا رُوَاسٍ أَجَبَلٌ أَمْ أُنَاسٌ؟ قَالَ: فَأَتَى عَمْرٌو النَّبِيَّ ﷺ مَغْلُولَةٌ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ لِمَا أَحْدَثَ. قَالَ: فَأَتَى الْمَدِينَةَ فَسَمِعَ غِلْمَةً يَقُولُونَ حِينَ أَتَى الْمَدِينَةَ وَإِنْ أَتَانِي مَغْلُولَةٌ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ لَأَضْرِبَنَّهُ مَا فَوْقَ الْغُلِّ. فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْضَ عَنِّي. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْضَ عَنِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّبَّ لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى. قَالَ فُلَانٌ لَهُ، وَقَالَ: «قَدْ رَضِيتُ عَنْكَ»
حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيُّ» . قُلْتُ: وَمَنِ النَّبِيُّ؟ قَالَ: «رَسُولٌ» . قُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» . قُلْتُ: بِمَا أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «بِأَنْ تُوصَلَ الْأَرْحَامُ، وَتُحْقَنَ الدِّمَاءُ، وَتُأَمَّنَ السُّبُلُ، وَتَكْسَرَ الْأَصْنَامُ، وَيَعْبُدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ» . قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ بِهِ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: " أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغِي فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ "
بَابٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَوْفٍ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّوَاسِيِّ، عَنْ نَافِعٍ جَدِّ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ فَأَتَى عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمَ ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ فَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ حَتَّى يُدْرِكُوا بِثَأْرِهِمْ، فَأَتَوْا طَائِفَةً مِنْ بَنِي عَقِيلٍ فَأَصَابُوا مِنْهُمْ رَجُلًا فَاتَّبَعَتْهُمْ ⦗٦٨⦘ بَنُو عَقِيلٍ فَقَاتَلُوهُمْ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْمُنْتَفِقِ يَقُولُ فِي رَجَزٍ لَهُ: [البحر الرجز] أَقْسَمْتُ لَا أَطْعَنُ إِلَّا فَارِسَا ... إِذِ الْقَوْمُ لَبِسُوا الْقَوَانِسَا قَالَ: فَقَالَ رَجُلُ الْحَيِّ: أَلَسْتُمْ يَا مَعْشَرَ الرِّجَالِ سَائِرُو الْيَوْمِ؟ قَالَ: فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ الْمُحَوِّشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَاطَّعَنَا طَعْنَتَيْنِ فَطَعَنَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي عَضُدِهِ فَأَخْتَلَهَا فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ ثُمَّ قَالَ: يَالَرُوَاسٍ. قَالَ: فَقَالَ رَبِيعَةُ: مَا رُوَاسٍ أَجَبَلٌ أَمْ أُنَاسٌ؟ قَالَ: فَأَتَى عَمْرٌو النَّبِيَّ ﷺ مَغْلُولَةٌ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ لِمَا أَحْدَثَ. قَالَ: فَأَتَى الْمَدِينَةَ فَسَمِعَ غِلْمَةً يَقُولُونَ حِينَ أَتَى الْمَدِينَةَ وَإِنْ أَتَانِي مَغْلُولَةٌ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ لَأَضْرِبَنَّهُ مَا فَوْقَ الْغُلِّ. فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْضَ عَنِّي. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْضَ عَنِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّبَّ لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى. قَالَ فُلَانٌ لَهُ، وَقَالَ: «قَدْ رَضِيتُ عَنْكَ»
1 / 67