وقال: إننا نبقي الأطفال أحياء، ونشفي المرضى، ونمنع المجاري من التسرب إلى الماء الذي نشربه؛ هكذا يبدأ الإنسان في عمل أشياء حسنة في حد ذاتها بصورة واضحة. ولكن كيف ينتهي الإنسان؟ إنه ينتهي بمضاعفة مقدار البؤس البشري وتعريض الحضارة للخطر، وكأنها فكاهة عملية كبرى يبدو أن الآلهة تلهو بها حقا.
وابتسم لرانجا وراندا ابتسامة عريضة تنم عن الغضب والنقد المرير.
ورد عليه رانجا قائلا: إن الآلهة لا شأن لها بهذا، والفكاهة ليست من عند الآلهة، إنها من صنع الإنسان وحده. إن هذه الأشياء ليست كالجاذبية أو القانون الثاني لديناميكا الحرارة، وليست من المحتوم أن تحدث؛ فهي لا تحدث إلا إذا بلغ بالناس الغباء أن يسمحوا لها بالحدوث. ونحن هنا في بالا لم نسمح لها بالحدوث؛ ولذلك فإن الفكاهة لا تنطبق علينا. المرافق الصحية عندنا جيدة طوال ما يقرب من قرن من الزمان؛ ولا زلنا خفيفي الزحام، ولسنا من البائسين، ولا نخضع لدكتاتورية. والسبب في ذلك بسيط جدا؛ فقد اخترنا أن نتصرف بطريقة واقعية معقولة.
وسأله ويل: وكيف تسنى لكم أن تختاروا؟
قال رانجا: القوم الصحاح كانوا أذكياء في الوقت الصحيح. ولكن يجب الاعتراف كذلك بأنهم كانوا محظوظين. والواقع أن بالا بوجه عام كانت محظوظة بصورة غير عادية؛ فقد حالفها الحظ - أولا - بأنها لم تكن مستعمرة لأي أحد. أما راندنج فلها ميناء عظيمة جلبت لها الغزو العربي في العصور الوسطى. أما نحن فليست عندما ميناء؛ لذلك تركنا العرب وشأننا، وما زلنا بوذيين أو شيفيين؛
8
هذا إذا لم نكن من أتباع مذهب تانترا اللاأدريين.
وسأله ويل: وهل أنت من هؤلاء؛ من أتباع تانترا اللاأدريين؟
وعلق على ذلك رانجا بقوله: بعد تهذيب المذهب ببعض مبادئ ماهايانا.
9
Halaman tidak diketahui