وقالت الراني: إن حكومة بالا سوف تتغير سياستها عما قريب. - هل تظنين ذلك؟
وأجابت الراني في نغمة دلت تماما على أن معلوماتها قد أتتها رأسا من فم «السيد»؛ إذ قالت: أنا لا أظن، أنا «أعرف».
وسألها ويل: وهل يساعدنا في شيء عندما تتغير السياسة إذا كان الكولونيل ديبا يوصي بشركة جنوب شرقي آسيا للبترول بكلمة منه طيبة؟ - لا شك في ذلك.
واتجه ويل ببصره إلى باهو: وهل أنت مستعد سيدي السفير أن توصي خيرا لدى الكولونيل ديبا؟
ورد المستر باهو ردا دبلوماسيا مراوغا صاغه في كلمات مركبة كأنه يخاطب جمعية عمومية لإحدى المنظمات الدولية، وذلك حين قال: نعم من ناحية، ولا من ناحية أخرى؛ الأمر من جهة يبدو أبيض، ومن زاوية أخرى يبدو أسود فاحما.
وأصغى ويل في صمت وأدب، واستطاع أن يرى وأن يسمع - من وراء قناع سافونارولا، ومن خلف المنظار الأرستقراطي الذي يغطي عينا واحدة، ومن خلال لغة السفراء - السمسار الشرقي الذي يطلب العمولة، وينتظر النفحة التي يرجوها في ذلة رسمية حقيرة. وكم توعد جلالة الراني التي تنتسب عضوا في جماعة دينية لقاء حماستها لرعاية شركة جنوب شرقي آسيا للبترول؟ إنه يراهن على أن المبلغ كبير جدا، لا لشخصها طبعا، كلا، كلا! ولكن للحملة الدينية، من أجل مجد أكبر لكوت هومي من غير شك.
وقد بلغ مستر باهو نهاية خطابه أمام المنظمة الدولية وذلك حين قال: ويجب لذلك أن يكون مفهوما أن أي عمل إيجابي من جانبه لا بد أن تحكمه الظروف كلما وحينما وإذا تبينت هذه الظروف، وأرجو أن يكون كلامي واضحا.
وأكد له ويل: إنه غاية في الوضوح. وواصل حديثه بصراحة تعمد أن يجافي بها اللياقة قائلا: دعوني أشرح موقفي من هذا الموضوع، كل ما يهمني أنا شخصيا هو المال، ألفان من الجنيهات دون أن أؤدي نظير ذلك عملا ما، وعاما من الحرية لكي أعاون فيه جو ألديهايد في وضع يده على بالا.
وقالت الراني: إن اللورد ألديهايد رجل كريم إلى درجة تلفت النظر.
ووافقها ويل قائلا: نعم تلفت النظر إذا أخذنا في اعتبارنا العمل الضئيل الذي أستطيع أن أقوم به في هذه المسألة. وليست بي حاجة إلى القول إنه يكون أكثر كرما لأي امرئ يقدم له معونة أكبر.
Halaman tidak diketahui