قال الدكتور ماك فيل: إلى الانتباه! - انتباه إلى انتباه؟ - طبعا.
وتغنت المينة بلفظة «الانتباه»، وكأنها تؤكد قولها ساخرة. - هل لديكم العديد من هذه الطيور الناطقة؟ - لابد أن يكون هناك ألف منها على الأقل يحلق طائرا فوق الجزيرة، تلك كانت فكرة راجا العجوز. كان يظن ذلك في مصلحة الناس. وربما كان الأمر كذلك، وإن كان في ذلك شيء من الظلم على المينات المسكينة. غير أن الطيور لحسن الحظ لا تفهم حديث البشر، حتى إن كان الحديث من القديس فرنسيس.
1
واستطرد قائلا: تصور أن تكون الموعظة لأنوع مختلفة من الطيور الطيبة! أي ادعاء هذا؟! لماذا لم يسكت ويدع الطيور تعظه هو؟ وأضاف قائلا بنغمة أخرى: يحسن بك الآن أن تصغي إلى صاحبتنا التي في الشجرة، فأنا سوف أنظف جراحك. - انتباه! - ها هي ذي.
وجفل الرجل وعض على شفته. - انتباه، انتباه، انتباه!
نعم لقد صدق، فإن أنت أمعنت في الإصغاء، خف عنك الألم. - انتباه، انتباه ...
وقال الدكتور ماك فيل وقد أخذ يضمد الجرح: إنني لا أتصور كيف حاولت أن تتسلق هذا الجبل.
واستطاع ويل أن يضحك، وقال: أذكر بداية قصة أريون
2 (الأرض المجهولة)؛ فقد جاء فيها: ومن حسن الحظ أن العناية السماوية كانت إلى جانبي.
وطرقت أذنه أصوات صادرة عن الجانب الآخر من الوادي، فأدار ويل رأسه ورأى ماري ساروجيني وهي تخرج من بين الأشجار، إزارها يتأرجح وهي تخطو، وسار من خلفها رجل ضخم كالتمثال البرنزي عاريا إلى خصره ويحمل فوق كتفه أعمدة من الخيزران وقماشا ملفوفا لنقالة خفيفة، ويتبع هذا العملاق شاب مراهق نحيل القوام، أسمر البشرة، يرتدي سروالا قصيرا أبيض.
Halaman tidak diketahui