وبدأت ماري تتكلم ثم سكتت عن الكلام برهة لتجمع أفكارها، ثم قالت: كان في سفينة بالأمس وهبت العاصفة فتحطمت السفينة ولجأ إلى الشاطئ هناك، فكان عليه أن يتسلق الجبل. وكان فوق الجبل بضعة أفاع، ثم سقط، ولكن لحسن حظه كانت هناك شجرة ولذلك فلم يحدث شيء سوى إصابته بدرجة من الرعب، الذي سبب له رعشة شديدة؛ ولذلك أعطيته بعض الموز، وحثثته على أن يكرر ما حدث ألف ألف مرة. وبغتة أدرك أن الأمر لم يستحق ما أحسه من ذعر. أقصد أن كل شيء قد مضى وانتهى مما جعله يضحك ، ومع ضحكه ضحكت ، وبعدئذ ضحكت المينة.
وقال الجد موافقا على ما فعلت: حسنا جدا.
والتفت إلى ويل فارنبي وخاطبه بقوله: والآن بعد الإسعاف السيكولوجي دعني أفحص ما يمكنني أداؤه لأخينا هذا الحمار المسكين. وبهذه المناسبة أقول لك: أنا الدكتور روبرت ماك فيل، فمن أنت؟
وقبل أن يحير الرجل جوابا قالت ماري ساروجيني: اسمه ويل، واسمه الآخر فار... لست أذكر بقية هذا الاسم الثاني. - فارنبي. على وجه الدقة: وليام إسكويث فارنبي. وكان والدي - كما تتوقعون - من الأحرار المتحمسين، حتى وهو مخمور، بل وبخاصة وهو مخمور. وصدرت عنه ضحكة ساخرة عالية لا تشبه في شيء تلك الضحكة المرحة التي ملأ بها شدقيه وعبر بها عن ترحيبه بما تنبه إليه من أنه لم يحدث في الواقع شيء يستحق ما أثار من ضجة.
وسألته ماري ساروجيني باهتمام شديد: وهل أحببت والدك؟
وأجابها ويل: ليس بالقدر الذي ينبغي.
وأفهم الدكتور ماك فيل الفتاة أن ما يعنيه هو أنه كان يكره أباه. ثم أضاف عرضا: إن كثيرين يكرهون آباءهم.
ثم جلس القرفصاء وشرع يفك أحزمة حقيبته السوداء، وقال مخاطبا ويل: أظن أنك أحد رجالنا الإمبرياليين السابقين.
وقال فارنبي مؤكدا: ولدت في بلومزبري.
فاستنتج الدكتور أنه من الطبقة العليا، ولكنه ليس فردا من فئة الجيش أو أعيان المقاطعة.
Halaman tidak diketahui