وعندئذ استرجع حالة الفزع؛ غثيان الخوف، وهزة الذعر التي أفقدته توازنه، ثم ازدياد المخاوف، والثقة المروعة بأن تلك هي نهايته. - قلها مرة أخرى. - كدت أن أدوسها، ثم ...
واستمع إلى نفسه وهو ينشج. - حسن يا ويل، اصرخ! اصرخ!
وتحول النشيج إلى أنين. ولما شعر بالخجل ضغط على أسنانه وكف عن الأنين.
وصاحت به: لا تفعل ذلك. أخرج أنتك إن كانت تريد أن تنطلق. واذكر تلك الحية يا ويل، وتذكر كيف سقطت.
وخرج الأنين من فيه مرة أخرى وبدأ يرتعش بصورة لم يعهدها من قبل. - والآن اذكر لي ما حدث. - إنني أستطيع أن أرى عينيها، وأستطيع أن أرى لسانها وهي تخرجه وتدخله. - نعم إنك تستطيع أن ترى لسانها، وماذا حدث بعد ذلك. - فقدت توازني وسقطت. - قل ذلك مرة أخرى يا ويل. وكان يتنهد باكيا.
وأصرت على أمرها: قل ذلك مرة أخرى. - سقطت. - مرة ثانية.
فقال: سقطت. وهو يكاد يتمزق إربا إربا. - مرة ثانية يا ويل، مرة ثانية. وقالت ذلك في عناد شديد. - لقد سقطت، سقطت، سقطت ...
وكف عن النحيب شيئا فشيئا، وخرج اللفظ من فيه في يسر، وخفت آلام الذكرى التي أثارتها الكلمات.
وكرر قوله: لقد سقطت. للمرة المائة.
وهنا قالت له ماري ساروجيني: ولكنك لم تسقط سقطة كبرى. - نعم، لم أسقط سقطة كبرى.
Halaman tidak diketahui