Tentera Mesir dalam Perang Rusia yang Dikenali sebagai Perang Crimea
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Genre-genre
فلما قاربناه قلت لصاحب المركب: أريد أن أنزل ها هنا فأنزلني بالساحل ورأيت كنيسة فقصدتها فوجدت بها راهبا، ورأيت في أحد حيطان الكنيسة صورة رجل عربي عليه عمامة متقلد سيفا وبيده رمح وبين يديه سراج يقد، فقلت للراهب: ما هذه الصورة؟ فقال: هذه صورة النبي علي فعجبت من قوله وبتنا تلك الليلة بالكنيسة وطبخنا دجاجا فلم نستطع أكلها؛ إذ كانت مما استصحبناه في المركب ورائحة البحر قد غلبت على كل ما كان فيه، وهذا الموضع الذي نزلنا به هو من الصحراء المعروفة بدشت قفجق، والدشت: بالشين المعجم والتاء المثناة بلسان الترك هو الصحراء، وهذه الصحراء خضرة نضرة لا شجر بها ولا جبل ولا تل ولا تثنية ولا حطب، وإنما يوقدون الأرواث ويسمونها التزك بالزاي المفتوح، فترى كبراءهم يلقطونها ويجعلونها في أطراف ثيابهم، ولا يسافر في هذه الصحراء إلا في العجل، وهي مسيرة ستة أشهر ثلاثة منها في بلاد السلطان محمد أوزبك وثلاثة في بلاد غيره. (3) وصف مدينة الكفا
ولما كان الغد من يوم وصولنا إلى هذه المرسى توجه بعض التجار من أصحابنا إلى من بهذه الصحراء من الطائفة المعروفة بقفجق، وهم على دين النصرانية فاكترى منهم عجلة يجرها الفرس فركبناها ووصلنا إلى مدينة (الكفا) واسمها بكاف وفاء مفتوحتين، وهي مدينة عظيمة مستطيلة على ضفة البحر يسكنها النصارى وأكثرهم الجنويون، ولهم أمير يعرف بالدمدير ونزلنا منها بمسجد المسلمين. (4) حكاية
ولما نزلنا بهذا المسجد أقمنا به ساعة، ثم سمعنا أصوات النواقيس من كل ناحية ولم أكن سمعتها قط فهالني ذلك، وأمرت أصحابي أن يصعدوا الصومعة ويقرءوا القرآن ويذكروا الله ويؤذنوا ففعلوا ذلك فإذا برجل قد دخل علينا وعليه الدرع والسلاح فسلم علينا واستفهمناه عن شأنه، فأخبرنا أنه قاضي المسلمين هناك، وقال: لما سمعت القراءة والأذان خفت عليكم فجئت كما ترون، ثم انصرف عنا، وما رأينا إلا خيرا، ولما كان من الغد جاء إلينا الأمير وصنع طعاما فأكلنا عنده وطفنا بالمدينة فرأيناها حسنة الأسواق وكلهم كفار، ونزلنا إلى مرساها فرأينا مرسى عجيبا به نحو مائتي مركب ما بين حربي وسفري صغير وكبير وهو من مراسي الدنيا الشهيرة. (5) وصف مدينة القرم
ثم اكترينا عجلة وسافرنا إلى مدينة القرم وهي بكسر القاف وفتح الراء، مدينة كبيرة حسنة من بلاد السلطان المعظم محمد أوزبك خان، وعليها أمير من قبله اسمه تلكتمور وضبط اسمه بتاء مثناة مضمومة ولام مضموم وكاف مسكن وتاء كالأولى مضمومة وميم مضمومة وواو وراء، وكان أحد خدام هذا الأمير قد صحبنا في طريقنا فعرفه بقدومنا، فبعث إلي مع إمامه سعد الدين بفرس ونزلنا بزاوية شيخها زاده الخراساني، فأكرمنا هذا الشيخ ورحب بنا وأحسن إلينا وهو معظم عندهم ، ورأيت الناس يأتون للسلام عليه من قاض وخطيب وفقيه وسواهم، وأخبرني هذا الشيخ زاده أن بخارج هذه المدينة راهبا من النصارى في دير يتعبد به ويكثر الصوم ، وأنه انتهى إلى أن يواصل أربعين يوما ثم يفطر على حبة فول، وأنه يكاشف بالأمور ورغب مني أن أصحبه في التوجه إليه فأبيت ثم ندمت بعد ذلك على أن لم أكن رأيته وعرفت حقيقة أمره.
ولقيت بهذه المدينة قاضيها الأعظم شمس الدين السايلي قاضي الحنفية، ولقيت بها قاضي الشافعية وهو يسمى بخضر، والفقيه المدرس علاء الدين الأصي، وخطيب الشافعية أبا بكر وهو الذي يخطب بالمسجد الجامع الذي عمره الملك الناصر
2
رحمه الله بهذه المدينة، والشيخ الحكيم الصالح مظفر الدين وكان من الروم فأسلم وحسن إسلامه، والشيخ الصالح العابد مظهر الدين وهو من الفقهاء المعظمين، وكان الأمير تلكتمور مريضا فدخلنا عليه فأكرمنا وأحسن إلينا، وكان علي التوجه إلى مدينة السرا حضرة السلطان محمد أوزبك فعملت على السير في صحبته واشتريت العجلات برسم ذلك. (6) ذكر العجلات التي يسافر عليها بهذه البلاد
وهم يسمون العجلة عربة بعين مهملة وراء وباء موحدة مفتوحات، وهي عجلات تكون للواحدة منهن أربع بكرات كبار، ومنها ما يجره فرسان، ومنها ما يجره أكثر من ذلك، وتجرها أيضا البقر والجمال على حال العربة في ثقلها أو خفتها، والذي يخدم العربة يركب أحد الأفراس التي تجرها، ويكون عليه سرج وفي يده سوط يحركها للمشي وعود كبير يصوبها به إذا عاجت عن القصد، ويجعل على العربة شبه قبة من قضبان خشب مربوط بعضها إلى بعض بسيور جلد رقيق، وهي خفيفة الحمل وتكسى باللبد أو بالملف، ويكون فيها طيقان مشبكة ويرى الذي بداخلها الناس ولا يرونه، ويتقلب فيها كما يحب وينام ويأكل ويقرأ ويكتب وهو في حال سيره، والتي تحمل الأثقال والأزواد وخزائن الأطعمة من هذه العربات يكون عليها شبه البيت كما ذكرنا وعليه قفل.
وجهزت لما أردت السفر عربة لركوبي مغشاة باللبد ومعي بها جارية لي، وعربة صغيرة لرفيقي عفيف الدين التوزري، وعجلة كبيرة لسائر الأصحاب يجرها ثلاثة من الجمال، يركب أحدهما خادم العربة، وسرنا في صحبة الأمير تلكتمور وأخيه عيسى وولديه قطلودمور وصاروبك، وسافر أيضا معه في هذه الوجهة إمامه سعد الدين، والخطيب أبو بكر، والقاضي شمس الدين، والفقيه شرف الدين موسى، والمعرف علاء الدين، وخطة هذا المعرف أن يكون بين يدي الأمير في مجلسه، فإذا أتى القاضي يقف له هذا المعرف ويقول بصوت عال، بسم الله سيدنا ومولانا قاضي القضاة والحكام مبين الفتاوى والأحكام بسم الله، وإذا أتى فقيه معظم أو رجل مشار إليه قال: بسم الله سيدنا فلان الدين بسم الله، فيتهيأ من كان حاضرا لدخول الداخل ويقوم إليه ويفسح له في المجلس، وعادة الأتراك أن يسيروا في هذه الصحراء سيرا كسير الحجاج في درب الحجاز، يرحلون بعد صلاة الصبح وينزلون ضحى ويرحلون بعد الظهر وينزلون عشيا، وإذا نزلوا حلوا الخيل والإبل والبقر عن العربات، وسرحوها للرعي ليلا ونهارا، ولا يعلف أحد دابة لا السلطان ولا غيره.
وخاصية هذه الصحراء أن نباتها يقوم مقام الشعير للدواب، وليست لغيرها من البلاد هذه الخاصية؛ ولذلك كثرة الدواب بها، ودوابهم لا رعاة لها ولا حراس، وذلك لشدة أحكامهم في السرقة، وحكمهم فيها أنه من وجد عنده فرس مسروق كلف أن يرده إلى صاحبه ويعطيه معه تسعة مثله، فإن لم يقدر على ذلك أخذ أولاده في ذلك، فإن لم يكن له أولاد ذبح كما تذبح الشاة.
Halaman tidak diketahui