151

Jawhara

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Penerbit

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Lokasi Penerbit

الرياض

رفعتُ له بذي طَلاَّل كفِّي فخرَّ يميدُ كالجِذع الصَّريع ومنهم مَخشيُّ بن عمرو: وهو الذي عاقد النبيَّ ﵇ على بني ضمرة في غزوة ودَّان. وهي أول غزوة غزاها بنفسه ﷺ في صفر على رأسِ اثني عشر شهرًا من مقدمة المدينة. وكان مَخشيُّ سيد بني ضمرة في زمانه. وأما عامر بن عبد مناة بن كنانة: فولد جذيمة بن عامر، والنسبُ إليه جَذميّ. وبنو جذيمة هم الذين قتلهم خالد بن الوليد بالغُميصاء إثر فتح مكة، وكانوا أسلموا. ولم يقبل خالد قولهم وإقرارهم بالإسلام. فبعث إليهم رسول ﷺ عليَّ بن أبي طالب فودى لهم جميع قتلاهم، وردَّ إليهم ما أخذ لهم. وقال علي: انظروا إن فقدتم عقالًا أدَّيته إليكم، فبهذا أمرني رسول الله. ورفع رسول الله ﷺ يديه، فقال: " اللهمَّ إني أبرأُ إليك من صُنع خالد ". وأما مُرةُ بن عبد مناة بن كنانة، فولد مُدلج بن مرة. فمن بني مُدلج، وهم القافةُ: سُراقة بن مالك بن جُشعم بن مالك بن عمرو بن مالك بن تيم بن مُدلج: يُكنى أبا سفيان. وهو الذي اتبع النبيَّ ﷺ حين هاجر إلى المدينة، ليَردَّه على قريش. وكانت قريش جعلت لمن ردَّه عليهم مئة ناقة. فلما أدرك سراقةُ رسول الله ﷺ، وقرُبَ منه غاصت قوائم فرسه في الأرض، وسقط عنه. ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دُخان كالإعصار. فقال: أنظروني أكلمكم، فوا لله لا أريبكم ولا أدل عليكم ولئن لقيتُ أحدًا يطلبُك يا محمد لأردَّنَّه عنك. فقد علمتُ أنك مَمنوع ممَّن أرادك. وإن شئت فخذ سهمًا من كنانتي، فإذا مررت ببني فلان فادفعهُ إليهم، وخذُ من غنمي ما شئت. فقال النبي ﷺ: " لا حاجة لنا في غنمك ". وقيل: إنه قال للنبي ﵇.. فخُذ سهمًا، فإنك ستمرُّ على إبلي بمكان كذا وكذا،

1 / 165