أبد الزمان عمائما للفرقد
وتأزر اليوم العصبصب وارتد
وبعد:
فإن كتابنا هذا إلى الشريف الأكرم ذي القدر المنيف الأعظم، حايز قصب المكارم(1)، ووارث مآثر الأكارم، وعلوي الهمم والعزائم، شرف الدين الحسين بن أحمد بن الحسين الخواجي(2) وإخوته الكرام الأماجد الفخام أدام الله في الفخار علوهم، وفي ارتقاء المكارم سموهم، والله يهدي إليهم شريف السلام وزليف الإكرام ولطيف الإنعام، ورحمة الله وبركاته على الدوام، ننهي إليهم حمد الله والثناء عليه على ما خولنا من نعمه، وأولانا من مواهبه وقسمه، وجعلنا وإياهم من زرع نبيه المصطفى، وذرية وصيه المرتضى واختار لنا الجهاد [180/أ] سبيلا ولم يزل بنصرنا كفيلا، وهو حسبنا ولنا وكيلا، ثم إنه غير خاف على تلك المعالم الفخيمة، والقلوب الطاهرة السليمة، إن أقرب ما توسل به المتوسلون إلى الله، وتقرب المتقربون إلى نيل رضاه، الجهاد في سبيله الذي جعله سبيل رسوله وحائط دليله، ومصداق تنزيله فقال عز وجل فيه موجبا: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}[البقرة:216].
وقال عز وجل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين}[البقرة:193].
وفي آية أخرى: {ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير، وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير}[الأنفال:39-40].
Halaman 286