تال بمصحفه وأقوم قيلا وقال الفقيه الأديب جمال الدين علي بن عبد الله المكي في أول حصار صنعاء ودخول الجراف رأينا إثباتها مع قصيدة الأمير محمد وأعطاه مولانا الحسن رحمه الله تعالى بزا كثيرا ودراهم منها سبعون قرشا :
[172/أ]يا حادي الأضعان بالله ارفقن
قد قال سيدنا لأنجشة الحدا
عمري لقد أشجيت صبا نائيا
أو ما ترى قلبا يقلبه الجوى ... لا تعتنفها واحدها ثم اطربن
رفقا وخذ باقي الحديث من السنن
وأطرت نومي ثم هيجت الشجن
ظهرا وبطنا من حنين للوطن
بين الحجون ولعلع أحبابه
فالعامرية بين هاتيك الربا
قد كنت مجبورا بكشف لثامها
وأطوف حول خبائها وفنائها ... في شعب عامر قد حوى كم من أغن
ضربت خباها هام قلبي وافتتن
وبفضلها عني فلا تتبرقعن
والخال في خد يقل لي قبلن
وإحاطة الخلخال غمر ساقها
من ذا يدانيها سوا أحبابها
أجيادها قد أسكتته حماها
والسمهرية(1) والأسنة(2) والظبا(3) ... وكذاك حلتها فلا تتبرجن
وسواهم من حولها لا يقربن
وجوادهم كم من جواد يصهلن
والبيض حول خبائها تتلمعن
فهم الحماة وليس حام غيرهم
إن لم أكن منهم فلي في حبهم
هم سادتي من عزهم أقدامهم
من بين أظهرهم خرجت لشقوتي ... يحمون ناديها أولاك بنو الحسن
عز وحسبي لم أزل أتبجحن
فوق الجباه وليس لا أستنكفن
ولسوء حظي حلت عنهم والوطن
فخرجت منهم خابطا من حيرتي
لم أدر شاما أو تهامة مقصدي
فسمعت ثم لسان حال قائلا
ناديته صرح وهاك بشارتي ... ذرعا مضيقا لم أزل أترقبن
أو غربها أو نحو نجد أنجدن
أنفاس أهل البيت من قبل اليمن
روحي سواها ليس لي ما أملكن
فأعاد لي صوتا يوبخني به
إن الأمين محمد الهادي النبي
ابن الإمام أخو الإمام المجتبى
ألقوه في صنعا بسجن ظالم ... أو ما ترى ابن الرسول المؤتمن
ألقى بنفثته إلى روع الحسن
وأخي الحسين السبط يا لك من منن
ظلما ولا غرو الأماثل تمتحن[172/ب]
ولووا لواء المجد بغيا منهم
طويت عنايتها نعم في طيها
لتنبؤن بأمرهم هذا وهم فقميص يوسف حين لطخ في الخلا ... ليا وطعنا ثم كان لهم طعن
Halaman 269