207

Jawhara Munira

الجوهرة المنيرة - 1

Genre-genre

فصل في أخبار المشرق وفتح اليمن فأما جهات المشرق فقد تقدم أن الإمام -عليه السلام- أرسل الحاج الفاضل المجاهد شمس الدين أحمد بن عواض الأسدي(1) رحمه الله إلى بلاد خولان في أثر السيد المجاهد الفاضل الهادي بن علي الشامي، فاجتمع إليهم خولان جميعا والحدا وغزوا بني ظبيان وهم رتبة في الذراع قبل وصول الحاج أحمد، جعلهم الترك أخذهم الله عوض الحداء على الطريق، فقتلوا منهم جماعة كثيرين، وشيخهم الكهالي بن عامر، وكان قد وصل الأمير الحسين بن محمد الجوفي والأمير(2) سنبل وعدة من أمراء العجم يريدون جبال اللوز فالتقاهم السيد الهادي بن علي الشامي، والقاضي المجاهد العالم أحمد بن عامر، وخولان والحداء في موضع يسمى دجة من بني بهلول، ووقع فيها حرب عظيم انجلى على قتل كثير من الظالمين واحتز منهم رؤوس كثيرة ما يدنو من السبعين، وأمسوا عليهم وكادوا يأخذونهم، فوصلتهم الأمداد من صنعاء وتكاثروا عليهم حتى أزاحوهم وقد كادوا ينالونهم. ثم طلع العجم جبال اللوز وولوا القلعة واستقر الأمير حسين بن محمد بن ناصر فيه في جماعة من العجم، وعاد الأمير سنبل حتى وصل الذراع وتلقاه الشيخ علي الطير والحدا، والسيد الهادي ووقع أمر ليس بالهزل. وكان حي الأمير سنبل يذكر عظم ذلك [89/ب] الموقع ويكثر "إنما حماه إلا علي زايد" الآتي ذكره في أصحاب الأمير. ثم لما اجتمع له يعني الأمير سنبل الأمراء من اليمن ووصاب وآنس وغيرهم أراد أن يفض بهم إلى محطة القبتين وهو يبقى لحفظ الذراع، فخاف وأرجعهم ثم جردهم للعزم ثاني يوم من أمتعتهم وأثقالهم، فلما وصلوا الحذقة(3) تلقتهم رايات جنود الحق فلازموهم حتى كادوا يدخلون معهم محطة القبتين ودافع عنهم ابن حميد وغيره. وقد قتل منهم نحو مائة نفر ووصلتهم الأموال الكثيرة على البغال فأعطوا العسكر أرزاقهم، وكان بعد طلوع الأمير سنبل جبال اللوز ثم الذراع جعل للعسكر زيادة في جوامكهم ، وخمسة حروف فانفذ ذلك الباشا وبعث به مع مماليكه والجامكية، وأرادوا الحملة إلى الذراع فشرع أوائلهم يتصل بالأمير سنبل وبعض المال، فتكاثرت عليه الجنود الإمامية فقتل منهم أنفار، وعادوا منهزمين إلى القبتين كما تقدم.

قال القاضي الأعلم أحمد بن علي بن أبي الرجال: ولما قل المجهود في دفاعهم وكادت البلاد الخولانية تختل ودخل منهم صنعاء قبائل إلى الباشا وأخذوا عطاه كاتبنا الإمام -عليه السلام- فكان أول بشارة وصلت منه -عليه السلام- أن قال: يأتيكم إن شاء الله تعالى من يجمع الله به شملكم وينصركم على عدوكم أو كما قال. ولا يزال يشددنا بكتبه الكريمة حتى وصلت البشرى بخروج مولانا الحسن بن أمير المؤمنين من صعدة.

ذكر خروج مولانا الحسن بن أمير المؤمنين من صعدة المحروسة بالله

قال رحمة الله عليه لما نبذ الإمام -عليه السلام- إلى الظالمين(1) عهدهم ونقض ما بينه وبينهم من الصلح وصلت كتبه الكريمة بذلك، وأن أخاك أحمد بن أمير المؤمنين حفظه الله قد صار في وجه العدو في الظاهر فتمده بغارة وما يقوم به عسكره من الطعام وغيره، ويكون المدد عليك إن شاء الله تعالى أو ما هذا معناه.

Halaman 231