86

Jawhar Muqtasar

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

Genre-genre

وهذه المرتبة هي التي عورضنا فيها بالنزاع والتعنيف، وفوقت في حكمنا بالحق فيها سهام الوهن والتضعيف، ونحن (2) نعوذ بالله أن نعبده على الشك فيما دناه أو ندين له على خوف عقوبتنا فيما أمرنا به فاعتقدناه.

نسبحان الله العظيم كيف ينساغ لمن قال إني أدين الله تعالى بالدين الذي كان عليه عبد الله بن أباض، فإذا قيل له هو عندك دين الله تعالى الذي تعبد به عباده، قال نعم حتى إذا حتى إذا قيل له أفمن مات عليه دخل الجنة غذ هو الحق لا غيره، ومن مات على خلافة دخل النار، غذ هو باطل ضد الحق قال أرجو ذلك.

فما لمن اعتصم بهذا ركن يستند إليه إلا الشك في نفسه والارتياب في دينه.

مسألة: ويقال له أيها الراجي لمن مات على دين الإباضي الجنة؟ أعندك عليه خوف أم لا؟

فإن قال: لا، قيل له، فما المانع عليه بذلك؟ فلا يجد عن ذلك بدا.

وأن قال: نعم، قيل له: فخوفك عليه أن يعذب أم غير ذلك؟ فلا يمكنه إلا ذلك إذ ليس إلا الجنة أو النار.

فإذا قال ذلك، قيل له: أخوفك عليه أن يعذب على كونه على هذا الدين أم لا؟ فإن قال بلى، قيل له: فتخاف إذا أن يعذب عليه إذ هو حق أم تخاف أن يكون باطلا؟ فإن قال: هو حق، وهذا رد على الله حيث يقول (من يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار (3) خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) (4) وهذا راجع إلى التكذيب وحاش الله يعذب على فعل الحق.

وإن فال: أخاف أن يكون غير حق، فهذا هو الشك فيما فإن دان به، قال الله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف) (5) أي على شك فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنه انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.

وإن قال: أخاف أن يكون مات مصرا على شيء من معاصي الله تعالى بقول أو فعل أو نية!!

Halaman 93