80

Jawhar Muqtasar

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

Genre-genre

ولا يكون العبد مطيعا الله تعالى إلا بالقيام بجميع دينه الذي قلنا إنه طاعته فيما أمر ونهى فهو من أهل الجنة. والله أعلم وبه التوفيق.

مسألة: وان المخالفين لدين الله تعالى العاملين بمعصيته مستحقون لسخط الله وعقوبته وهي النار.

الدليل على ذلك قول الله تعالى: (ومن يعص الله ورسول ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) (13) وفي هذا الآية دليل على تخليد كل عاص الله تعالى والمدعى للتخصيص عليه إقامة الدليل.

وانهم مستحقون لجميع الأسماء القبيحة المسمى بها معصية الله كالمجرمين والكافرين والفاسقين والفاجرين وما أشبه ذلك، ما سوى الشرك والنفاق فلا يجوز جمعهما في تسمية عاص البتة. فإن ((الشرك)) اسم تفرد به أهل الدرجتين الأوليين من درجات أهل الكفر، و ((النفاق)) اسم تفرد به أهل الدرجة الثالثة بصنوفهم ومن الحق بهم في موجبه من المنهكين لما يدينون بتحريمه، وقد كنا بينا الأدلة على أحكام هذه المعاني في الكتاب الذي كنا أخذنا في إنشائه لأصحابنا الخضارم ولا حاجة بنا هاهنا إلى إعادة ذلك إذ لا منازع لنا الآن في ذلك وبالله التوفيق.

فغن معصية الله يقع عليها اسم الكفر والفسق والفجور والإجرام وما أشبه ذلك، وقد بينا ذلك في الكتاب الذي ذكرناه [68] فكل من عصى الله ولم يتب من معصيته ومات مصرا على خطيئته فهو من أهل النار خلافا للمرجئة والشكاك الزاعمين بأن أهل الكبائر يدخلون الجنة بالشفاعة، وأن القاتل والمقتول ظلما في الجنة.

Halaman 87