Jawhar Insaniyya
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Genre-genre
4-4 )، فكان أكثر فضولا وذكاء وبراعة وإبداعا وطموحا من أسلافه؛ فكان الكائن الذي نطلق عليه حاليا اسم الهومو سيبيان، أول ممثل للنوع الذي ينتمي له كل البشر الذين يعيشون على وجه الأرض. يتفق الاختلاف الطفيف نسبيا بين مشية الإنسان ويديه وحنجرته ودماغه والغوريلا (شكل
4-1 ) أو الشمبانزي (الأشكال من
4-2
إلى
4-4 ) مع تأكيدي من قبل على غياب جينات خاصة بالإنسان؛ فهذه الجينات هي مجرد أشكال مختلفة للجينات التي امتلكها السلف المشترك للبشر والشمبانزي. وعبر طفرات داخل امتدادات متشابهة من الدي إن إيه، نتجت بروتينات ذات وظيفة معدلة؛ فمجرد تغير في توقيت صنع بروتين معين ربما يكون مسئولا عن اختلافات، مثل طول أصابع الشمبانزي والإبهام الطويل لدى البشر.
شكل 4-2: مقارنة طرف أمامي للإنسان (أ) مع طرف أمامي للشمبانزي (ب). قلل طول الشكل الثاني لسهولة المقارنة. مأخوذة من كتاب جون زاكري يونج «مقدمة لدراسة الإنسان»، وأعيدت طباعتها بإذن من مطبعة جامعة أكسفورد، أكسفورد، 1971.
شكل 4-3: صندوق الصوت. مقارنة حنجرة الإنسان (أ) بحنجرة الشمبانزي (ب). ل = لسان المزمار، ح = الحنجرة، ت = تجويف الأنف، س = سقف الحلق، ن = اللسان، ص = الأحبال الصوتية. تمتد الحنجرة إلى الأسفل حتى القصبة الهوائية، التي تؤدي إلى الرئتين. يقع البلعوم (غير الموضح في الشكل) خلفها (يمينا) ويمتد إلى الأسفل حتى المريء، الذي يؤدي إلى الجهاز المعدي المعوي. انظر النص لمزيد من التفاصيل. مأخوذة بإذن من كتاب روجر ليوين «تطور الإنسان: مقدمة مصورة»، الطبعة الثالثة، إصدارات بلاكويل العلمية، أكسفورد، 1993.
شكل 4-4: عصبونات القشرة الدماغية. مقارنة بين مخ الإنسان (أ) ومخ الشمبانزي (ب). المناطق المختلفة في المخ ووظائفها كما هو موضح. تقع في المنطقة غير المظللة (القشرة غير المتصلة) العصبونات (الخلايا العصبية) التي تدخل في التفكير والذاكرة والوعي والحالة المزاجية. وتمثل القشرة المخية الجديدة (انظر الفصل الثامن) الجزء العلوي اليساري (الأمامي) من القشرة الدماغية. مأخوذة من كتاب جون زاكري يونج «مقدمة لدراسة الإنسان» وأعيدت طباعتها بإذن من مطبعة جامعة أكسفورد، أكسفورد، 1971.
منذ فترة طويلة أشار علماء الأحياء إلى التشابه بين مراحل تكون الجنين ومراحل التطور. يظهر هذا على وجه الخصوص في تكون حنجرة الإنسان؛ فحنجرة الطفل حديث الولادة تكون من نفس نوع حنجرة الشمبانزي؛ فلا تستطيع إلا إصدار أصوات بدائية ومحدودة، ومع ذلك يمكنه، مثل الشمبانزي البالغ، البلع والتنفس في الوقت نفسه. منذ بلوغ عام ونصف إلى عامين تقريبا فصاعدا يحدث تغير طفيف في حنجرة البشر؛ فينمو الطرف العلوي تدريجيا إلى الأسفل مبتعدا عن فتحة المريء. ونتيجة لهذا يكون من الضروري غلق الحنجرة في أثناء بلع مواد صلبة أو سوائل لمنع دخولها إلى القصبة الهوائية (ومن ثم الرئتين)؛ ومن ناحية أخرى يصبح من الممكن حاليا إصدار تنوع أكبر من الأصوات. تستمر الحنجرة في الانخفاض حتى تصل إلى موقعها النهائي في سن الرابعة عشر تقريبا.
24
Halaman tidak diketahui