Jawami' Al-Sirah

Ibn Hazm d. 456 AH
95

Jawami' Al-Sirah

جوامع السيرة ط المعارف

Penyiasat

إحسان عباس

Penerbit

دار المعارف

Nombor Edisi

١

Tahun Penerbitan

١٩٠٠ م

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

ما كانت العرب عليه حالتئذ، فوافوا مكة، وكان في جملتهم البراء بن معرور، فرأى أن يستقبل الكعبة في الصلاة، وكانت القبلة إلى بيت المقدس، فصلى كذلك طول طريقه، فلما قدم مكة ندم، فاستفتى النبي ﷺ، فأنكر ذلك عليه، فراجع الحق رحمه الله تعالى. فواعدهم (١) رسول الله ﷺ العقبة من أوسط أيام التشريق. فلما كانت تلك الليلة دعا كعب بن مالك ورجال من بني سلمة عبد الله ابن عمرو بن حرام، وكان سيدا فيهم، إلى الإسلام، ولم يكن أسلم بعد، فأسلم تلك الليلة وبايع، وكان ذلك سرًا ممن حضر من كفار قومهم، فخرجوا في ثلث الليل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة. العقبة الثانية (٢) فبايعوا رسول الله ﷺ عندها على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وأزرهم (٣)، وأن يرحل هو إليهم وأصحابه، وحضر العقبة تلك الليلة العباس بن عبد المطلب متوثقًا لرسول الله ﷺ، والعباس على دين قومه بعد لم يسلم؛ وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود في الإخلاص لله تعالى والتوثق لرسول الله ﷺ، وهو أول من بايع رسول الله ﷺ؛ ولحقه

(١) في الأصل: فواعد. (٢) انظر ابن هشام ٢: ٨١، وابن سعد ١ / ١: ١٤٨، والطبري ٢: ٢٣٥، وابن سيد الناس ١: ١٦١، وتاريخ الذهبي ١: ١٧٧، وابن كثير ٣: ١٥٨، والإمتاع: ٣٥. وهذه العقبة تسمى أيضًا العقبة الثالثة في بعض السير. (٣) الأزر: جمع إزار، وهو كناية عن المرأة والنفس، والثانية هي المقصودة هنا.

1 / 74