Jawamic Sira
جوامع السيرة النبوية
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
-
Lokasi Penerbit
بيروت
غزوة بنى لحيان
وأقام رسول الله ﷺ بعد فتح بنى قريظة بقية ذى الحجة، والمحرم، وصفرا، وربيعا الأول، وربيعا الآخر، وجمادى الأولى، ثم خرج- وهو الشهر السادس من فتح بنى قريظة، فى الشهر الثالث من السنة السادسة من الهجرة، كذا قالوا، والصحيح: أنها السنة الخامسة- قاصدا إلى بنى لحيان، مطالبا بثأر عاصم بن ثابت وخبيب بن عدى وأصحابهما، المقتولين بالرجيع، وذلك إثر رجوعه من دومة الجندل. فسلك ﷺ على غراب، جبل بناحية المدينة على طريق الشام- إلى مخيض، ثم إلى البتراء، ثم أخذ ذات اليسار فخرج على يين «١»، ثم على صخيرات اليمام، ثم أخذ المحجة من طريق مكة، فأغذ السير حتى نزل غران، وهو واد بين أمج وعسفان، وهى منازل بنى لحيان، إلى أرض يقال لها: ساية، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا فى رءوس الجبال، فخرج رسول الله ﷺ إذ فاته غرتهم- فى مائتى راكب من أصحابه، حتى نزل عسفان، وبعث ﵇ رجلين من أصحابه فارسين، حتى بلغا كراع الغميم، ثم كرا، ورجع ﵇ قافلا إلى المدينة.
غزوة ذى قرد
وفى غزوة بنى لحيان قالت الأنصار: إن المدينة خالية منا، وقد بعدنا عنها، ولا نأمن عدونا يخالفنا إليها، فأخبرهم رسول الله ﷺ أن على كل نقب من أنقابها ملكا يحميها بأمر الله ﷿. ثم قفل حينئذ، فما هو إلا أن نزل المسلمون المدينة وبقوا ليالى، وأغار عليهم عيينة بن حصن فى بنى عبد الله بن غطفان، فاكتسوا لقاحا لرسول الله ﷺ، وفيها رجل من بنى غفار وامرأة، فقتلوا الغفارى، وحملوا المرأة واللقاح.
_________
(١) اليين: اسم مكان وهو واد فيه عين قرب المدينة.
1 / 159