Jawamic Sira
جوامع السيرة النبوية
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
-
Lokasi Penerbit
بيروت
وخرج فى تلك الليلة عمرو بن سعدى القرظى، وكان قد أبى من الدخول معهم فى نقض عهد رسول الله ﷺ، فنجا، ولم يعلم أين وقع.
فلما نزلت بنو قريظة على حكمه، ﷺ، قالت الأوس: يا رسول الله، قد فعلت فى بنى قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا. فقال رسول الله ﷺ: ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى. قال: فذاك إلى سعد بن معاذ. وكان رسول الله ﷺ قد جعل سعد بن معاذ فى خيمة فى المسجد، تسكنها رفيدة الأسلمية- وكانت امرأة صالحة تقوم على المرضى، وتداوى الجرحى- ليعوده النبى ﷺ من قريب. فأرسل رسول الله ﷺ إلى سعد ليؤتى به فيحكم فى بنى قريظة، فأتى به على حمار، وقد وطئ له بوسادة أدم، وأحاط به قومه، وهم يقولون: يا أبا عمرو، أحسن فى مواليك. فقال لهم سعد: قد آن لسعد ألا تأخذه فى الله لومة لائم. فرجع بعض من معه إلى ديار بنى عبد الأشهل، فنعى إليهم رجال بنى قريظة، فلما أظل سعد على رسول الله ﷺ، قال للمسلمين: قوموا إلى سيدكم. فقام المسلمون، فقالوا: يا أبا عمرو، إن رسول الله ﷺ قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم.
فقال: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمت؟ قالوا: نعم.
قال: وعلى من هاهنا- فى الناحية التى فيها رسول الله ﷺ، وهو معرض عن رسول الله ﷺ إجلالا له- فقال رسول الله ﷺ: نعم. قال سعد:
إنى أحكم فيهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذرارى والنساء.
فقال له رسول الله ﷺ: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة «١»
_________
(١) الأرقعة هنا هى السموات السبع واحدها رقيع وسميت بذلك لأن بعضها يرفع بعضا. وقال بعضهم الرقيع السماء الدنيا لا غير، وكأنها رقعت بالنجوم.
1 / 154