275

Jawahir

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genre-genre

وقوله سبحانه وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين عاد اسم الحي وهم عرب فيما يذكر وأخاهم نصب بأرسلنا وهو معطوف على نوح وهذه أيضا نذارة من هود عليه السلام وقوله افلا تتقون استعطاف إلى التقوى والإيمان وقوله أو عجبتم إن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قوله وزادكم في الخلق أي في الخلقة والبسطة الكمال في الطول والعرض وقيل زادكم على أهل عصركم وقال الطبري زادكم على قوم نوح وقاله قتادة قال ع واللفظ يقتضي أن الزيادة على جميع العالم وهوالذي يقتضيه ما يذكر عنهم وروي أن طول الرجل منهم كان مائة ذراع وطول اقصرهم ستون ونحوها والآلاء جمع الى على مثل معي وهي النعمة والمنة قال الطبري وعاد هؤلاء فيما حدث ابن إسحاق من ولد عاد بن ارم بن عوص بن سام بن نوح وكانت مساكنهم الشحر من ارض اليمن وما وإلى حضرموت إلى عمان قال السدي وكانوا بالأحقاف وهي الرمال وكانت بلادهم اخصب بلاد فردها الله صحارى وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن قبر هود عليه السلام هنالك في كثيب احمر تخالطه مدرة ذات أراك وسدر وكانوا قد فشوا في جميع الأرض وملكوا كثيرا بقوتهم وعددهم وظلموا الناس وكانوا ثلاثة عشر قبيلة وكانوا أصحاب أوثان فبعث الله إليهم هودا من أفضلهم وأوسطم نسبا فدعاهم إلى توحيد الله سبحانه وإلى ترك الظلم قال ابن إسحاق ولم يأمرهم فيما يذكر بغير ذلك فكذبوه وعتوا واستمروا على ذلك إلى أن أراد الله إنفاذ أمره أمسك عنهم المطر ثلاث سنين فشقوا بذلك وكان الناس في ذلك الزمان إذا دهمهم أمر بالذكر تشريفا ا إذ هو أعظم الله فيه تعظيما له مؤمنهم وكافرهم وأهل مكة يؤمئد العماليق وسيدهم رجل يسمى معاوية بن بكر فاجتمعت عاد على أن تجهز منهم وفدا إلى مكة يستسقون الله لهم فبعثوا قيل بن عنز ولقيم بن هزال وعتيل بن ضد ابن عاد الأكبر ومرثد بن سعد وكان هذا مؤمنا يكتم إيمانه وجلهمة بن الخيبري في سبعين رجلا من قومهم فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارج الحرم فأنزلهم وأقاموا عنده شهرا يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان قينتا معاوية ولما رأى معاوية إقامتهم وقد بعثهم عاد للغوث أشفق على عاد وكان ابن أختهم أمه كلهذة ابنة الخيبري اخت جلهمة وقال هلك أخوالي وشق عليه أن يأمر اضيافه بالانصراف عنه فشكا ذلك إلى قينتيه فقالتا أصنع شعرا نغني به عسى أن ننبههم فقال ... ألا يا قيل ويحك قم فهينم ... لعل الله يصحبنا غماما ...

... فتسقى أرض عاد أن عادا ... قد أمسوا لا يبينون الكلاما ...

... من العطش الشديد فليس نرجو ... به الشيخ الكبير ولا الغلاما ...

... وقد كانت نساؤهم بخير ... فقد أمست نساؤهم عياما ...

... وان الوحش تأتيهم جهارا ... ولا تخشى لعادي سهاما ...

... وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم ... نهاركم وليلكم التماما ...

... فقبح وفدكم من وفد قوم ... ولا لقوا التحية والسلاما ...

Halaman 29