Jawahir Thamina
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
Genre-genre
المدينة المنورة ومن محاسن النقا زمزم فإنها حديقة ذات نخيل وأشجار وعمارة تناجت في ساحتها الأطيار قال في الوفا بئر أهاب بصق فيها النبي صلى الله تعالى وسلم عليه (1) وهي بئر زمزم ولم يزل أهل المدينة قديما وحديثا يتبركون بها وينقلون إلى الآفاق من مائها وفيه أنها بئر فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم احتفرتها لما أخرجت من بيت جدتها فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها وهي الآن من أحسن الحدائق الخضرة ذوات (2) الأشجار الأنيقة النضرة وماؤها ليس بالعذب الخالص وما أحسن ما قال :
أكرم بزمزم إذ غدا متفجرا
بمعين ماء للمفاسد يصلح
ولأبي العلا سليمان المغري فيما قال :
لك الحمد أمواه البلاد بأسرها
عذاب وخصت بالملوحة زمزم
وفي الخبر لا تقوم الساعة حتى تبلغ المساكن اهاب وفي رواية لا تقوم الساعة حتى يبلغ البناء شجرة ذي الحليفة وهي على ستة أميال من المدينة وقال الأسدي خمسة أميال ونصف ميل والميل ألف باع على المشهور وهو ثلث الفرسخ وأنشدوا :
إن البريد من الفراسخ أربع
ولفرسخ فثلاث أميال ضعوا
وقال عمر الوزير محمد باشا بذي الحليفة : البئر المنسوبة إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على يد نقيب السادة الأشراف بالمدينة المنورة السيد أحمد بن سعد الحسيني في سنة تسعمائة واثنين وثمانين وجعل لها درجات بعرض حافتيها بحيث صارت المواشي تردها فتكرع منها وفي قبلي ذي الحليفة وادي الحساء وهو واد فيه آبار ومزارع شتى وهو المذكور في شعر أبي رواحة يخاطب ناقته.
Halaman 122