[الحشر: 24] فالخالق يعم ويذكر المصور لما في ذلك من التنبيه على الصنعة ووجود الحكمة، وكما قال تعالى:
وبالآخرة هم يوقنون
[البقرة: 4] بعد قوله
الذين يؤمنون بالغيب
[البقرة: 3] والغيب يعم الآخرة وغيرها ولكن ذكرها لعظمها والتنبيه على وجوب اعتقادها والرد على الكفرة الجاحدين لها، وكما قال: { الرحمن الرحيم } فذكر الرحمن الذي هو عام وذكر الرحيم بعده لتخصيص المؤمنين به في قوله:
وكان بالمؤمنين رحيما
[الأحزاب: 43]
والإضافة في مالك كالإضافة في ملك ليست مجرد إضافة لفظية فالتعريف بها حاصل ولذلك جاز وصف اسم الجلالة بها ويوم الدين وإن كان مستقبلا فإنه لتحقق وقوعه نازل منزلة الشيء الكائن وملك الله تعالى له أمر ثابت.
وكون الله تعالى مالك ذلك اليوم يعني أنه مالك لكل ما فيه لأن الزمان كالمكان تقتضي الإضافة إليه شمول ما ينطوي عليه، وقد جاء ذكر يوم الدين في كثير من آيات الكتاب العزيز في معرض التخويف من الجزاء وبيان عاقبة القوم الظالمين من ذلك قوله سبحانه:
ومآ أدراك ما يوم الدين، ثم مآ أدراك ما يوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله
Halaman tidak diketahui