79

Jawahirul Quran

جواهر القرآن

Penyiasat

الدكتور الشيخ محمد رشيد رضا القباني

Penerbit

دار إحياء العلوم

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Lokasi Penerbit

بيروت

يَعْتَريها الزوال، ولا يُغَيِّرُها المَلال. بل لا تزال تَتَضاعف وتَتَرادف، وتَزدادُ بزيادة المعرفة والأشواق فيها، بخلاف سائر الشهوات، إلا أن هذه الشهوة لا تُخلق في الإنسان إلا بعد البلوغ أعني البلوغ إلى حد الرجال. ومن لم تُخلَق فيه فهو إما صبي لم تَكْمُل فِطْرَتُهُ لقبول هذه الشهوات. أو عِنِّين أفسدت كُدوراتُ الدنيا وشهواتُها فِطْرَتُهُ الأصيلة. فالعارفون لمَّا رُزِقوا شهوة المعرفة، ولذَّة النظر إلى جلال الله، فهم في مُطالَعَتِهم جمالَ الحضرة الرُّبوبِيَّة في جنةٍ عرضُها السمواتُ والأرض، بل أكثر، وهي جنةٌ عالية، قُطوفُها دانِيَة، فإن فَواكِهَهَا صفةُ ذاتِهم، وليست مقطوعةً ولا ممنوعة، إذ لا مُضايقةَ للمعارف.

1 / 83