372

Jawahir Hisan dalam Tafsir Al-Quran

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genre-genre

والثاني: هم العلماء، وبه قال أكثر التابعين، واختاره مالك والطبري.

والصحيح عندي: أنهم الأمراء والعلماء، أما الأمراء؛ فلأن الأمر منهم، والحكم إليهم، وأما العلماء؛ فلأن سؤالهم متعين على الخلق، وجوابهم لازم، وامتثال فتواهم واجب، ويدخل فيه تأمر الزوج على الزوجة؛ لأنه حاكم عليها. انتهى.

وقوله تعالى: { فإن تنازعتم في شيء... } الآية: معنى التنازع أن كل واحد ينتزع حجة الآخر ويذهبها، والرد إلى الله هو النظر في كتابه العزيز، والرد إلى الرسول هو سؤاله صلى الله عليه وسلم في حياته، والنظر في سنته بعد وفاته، هذا قول مجاهد وغيره، وهو الصحيح.

وقوله سبحانه: { إن كنتم تؤمنون بالله... } الآية: فيه بعض وعيد، و { تأويلا }: معناه: مآلا؛ في قول جماعة، وقال قتادة وغيره: المعنى: أحسن عاقبة، وقالت فرقة: المعنى أن الله ورسوله أحسن نظرا وتأولا منكم، إذا انفردتم بتأولكم.

[4.60-63]

وقوله تعالى: { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك... } الآية: تقول العرب: زعم فلان كذا؛ في الأمر الذي يضعف فيه التحقيق، وغاية درجة الزعم إذا قوي: أن يكون مظنونا، وإذا قال سيبويه: زعم الخليل، فإنما يستعملها فيما انفرد الخليل به؛ وكأن أقوى رتب «زعم» أن تبقى معها عهدة الخبر على المخبر.

قال عامر الشعبي: نزلت الآية في منافق اسمه بشر، خاصم رجلا من اليهود، فدعاه اليهودي إلى المسلمين؛ لعلمه أنهم لا يرتشون، وكان المنافق يدعو اليهودي إلى اليهود؛ لعلمه أنهم يرتشون، فاتفقا بعد ذلك على أن أتيا كاهنا كان بالمدينة، فرضياه، فنزلت هذه الآية فيهما، وفي صنفيهما، فالذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل على محمد عليه السلام هم المنافقون، والذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبله هم اليهود، وكل قد أمر في كتابه بالكفر بالطاغوت، والطاغوت هنا الكاهن المذكور، فهذا تأنيب للصنفين.

وقال ابن عباس: الطاغوت هنا هو كعب بن الأشرف، وهو الذي تراضيا به، وقيل غير هذا.

وقوله: { رأيت } ، هي رؤية عين لمن صد من المنافقين مجاهرة وتصريحا، وهي رؤية قلب لمن صد منهم مكرا وتخابثا ومسارقة حتى لا يعلم ذلك منه إلا بالقرائن الصادرة عنه.

وقوله تعالى: { فكيف إذا أصبتهم مصيبة بما قدمت أيديهم } ، قالت فرقة: هي في المنافقين الذين احتكموا؛ حسبما تقدم، فالمعنى: فكيف بهم إذا عاقبهم الله بهذه الذنوب بنقمة منه، ثم حلفوا، إن أردنا بالاحتكام إلى الطاغوت إلا توفيق الحكم وتقريبه.

Halaman tidak diketahui