Jawahir Hisan dalam Tafsir Al-Quran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genre-genre
وقوله: { فتكونا من الظلمين }: الظالم؛ في اللغة: الذي يضع الشيء في غير موضعه، والظلم؛ في أحكام الشرع على مراتب: أعلاها الشرك، ثم ظلم المعاصي؛ وهي مراتب، و { أزلهما }: مأخوذ من الزلل، وهو في الآية مجاز؛ لأنه في الرأي والنظر، وإنما حقيقة الزلل في القدم، وقرأ حمزة: «فأزالهما» مأخوذ من الزوال، ولا خلاف بين العلماء أن إبليس اللعين هو متولي إغواء آدم عليه السلام ، واختلف في الكيفية.
فقال ابن عباس، وابن مسعود، وجمهور العلماء: أغواهما مشافهة؛ بدليل قوله تعالى:
وقاسمهما
[الأعراف:21] والمقاسمة ظاهرها المشافهة.
وقالت طائفة: إن إبليس لم يدخل الجنة بعد أن أخرج منها، وإنما أغوى آدم بشيطانه، وسلطانه، ووساوسه التي أعطاه الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ".
* ت *: وإلى هذا القول نحا المازري في بعض أجوبته، ومن ابتلي بشيء من وسوسة هذا اللعين؛ فأعظم الأدوية له الثقة بالله، والتعوذ به، والإعراض عن هذا اللعين، وعدم الالتفات إليه، ما أمكن؛ قال ابن عطاء الله في «لطائف المنن»: كان بي وسواس في الوضوء، فقال لي الشيخ أبو العباس المرسي: إن كنت لا تترك هذه الوسوسة لا تعد تأتينا، فشق ذلك علي، وقطع الله الوسواس عني، وكان الشيخ أبو العباس يلقن للوسواس: سبحان الملك الخلاق،
إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز
[فاطر:16، 17] انتهى.
قال عياض: في «الشفا»؛ وأما قصة آدم عليه السلام، وقوله تعالى:
Halaman tidak diketahui