Jawahir Hisan dalam Tafsir Al-Quran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genre-genre
قال * ص *: «أفمن»: استفهام، معناه: النفي، أي: ليس من اتبع ما يئول به إلى رضا الله تعالى عنه؛ فباء برضاه، كمن لم يتبع ذلك؛ فباء بسخطه. انتهى.
وقوله سبحانه: { هم درجت عند الله } قال ابن إسحاق وغيره: المراد بذلك الجمعان المذكوران؛ أهل الرضوان، وأصحاب السخط، أي: لكل صنف منهم تباين في نفسه في منازل الجنة، وفي أطباق النار أيضا، وقال مجاهد والسدي ما ظاهره: أن المراد بقوله: «هم»، إنما هو لمتبعي الرضوان، أي: لهم درجات كريمة عند ربهم، وفي الكلام حذف، تقديره: هم ذوو درجات، والدرجات: المنازل بعضها أعلى من بعض في المسافة، أو في التكرمة، أو في العذاب، وباقي الآية وعد ووعيد.
[3.164-165]
وقوله تعالى: { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم... } الآية: اللام في «لقد»: لام القسم، «ومن» في هذه الآية: معناه: تطول وتفضل سبحانه، وقد يقال: «من» بمعنى كدر معروفه بالذكر، فهي لفظة مشتركة، وقوله: { من أنفسهم } ، أي: في الجنس، واللسان، والمجاورة، فكونه من الجنس يوجب الأنس به، وكونه بلسانهم يوجب حسن التفهيم، وكونه جارا وربيا يوجب التصديق والطمأنينة؛ إذ قد خبروه وعرفوا صدقه وأمانته، ثم وقف الله سبحانه المؤمنين على الخطإ في قلقهم للمصيبة التي نزلت بهم، وإعراضهم عما نزل بالكفار، فقال: { أو لما أصبتكم مصيبة } ، أي: يوم أحد { قد أصبتم مثليها } ، أي: يوم بدر؛ إذ قتل من الكفار سبعون، وأسر سبعون، هذا تفسير ابن عباس، والجمهور.
وقال الزجاج: واحد المثلين: هو قتل السبعين يوم بدر، والثاني: هو قتل اثنين وعشرين يوم أحد، ولا مدخل للأسرى؛ لأنهم قد فدوا.
و { أنى }: معناها: كيف، ومن أين، { قل هو من عند أنفسكم } ، أي: حين خالفتم النبي صلى الله عليه وسلم في الرأي حين رأى أن يقيم بالمدينة، ويترك الكفار بشر محبس، فأبيتم إلا الخروج، وهذا هو تأويل الجمهور، وقالت طائفة: { هو من عند أنفسكم }: إشارة إلى عصيان الرماة، وتسبيبهم الهزيمة على المؤمنين، وقال علي والحسن: بل ذلك لما قبلوا الفداء يوم بدر؛ وذلك أن الله سبحانه أخبرهم على لسان نبيه بين قتل الأسرى أو يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدة الأسرى، فاختاروا أخذ الفداء، ورضوا بالشهادة، فقتل منهم يوم أحد سبعون، قلت: وهذا الحديث رواه الترمذي عن علي (رضي الله عنه)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن نصر الداوودي: وعن الضحاك: { أنى هذا } ، أي: بأي ذنب هذا؟ قال ابن عباس: { قل هو من عند أنفسكم } عقوبة لمعصيتكم لنبيكم عليه السلام . انتهى.
[3.166-167]
وقوله سبحانه: { وما أصبكم يوم التقى الجمعان } ، يعني: يوم أحد.
وقوله سبحانه: { وليعلم المؤمنين } ، أي: ليعلم الله المؤمن من المنافق، والإشارة بقوله سبحانه: { نافقوا وقيل لهم }: هي إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، حين انخزل بنحو ثلث الناس، فمشى في إثرهم عبد الله بن عمرو بن حزام أبو جابر بن عبد الله، فقال لهم: اتقوا الله، ولا تتركوا نبيكم، وقاتلوا في سبيل الله، أو ادفعوا، ونحو هذا من القول، فقال له ابن أبي: ما أرى أن يكون قتالا، ولو علمنا أن يكون قتال، لكنا معكم، فلما يئس منهم عبد الله، قال: اذهبوا أعداء الله، فسيغني الله رسوله عنكم، ومضى مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستشهد.
وقوله تعالى: { أو ادفعوا } ، قال ابن جريج وغيره: معناه: كثروا السواد، وإن لم تقاتلوا، فيندفع القوم؛ لكثرتكم، وذهب بعض المفسرين إلى أن قول عبد الله بن عمرو: «أو ادفعوا»: استدعاء للقتال حمية؛ إذ ليسوا بأهل للقتال في سبيل الله، والمعنى: قاتلوا في سبيل الله، أو قاتلوا دفاعا عن الحوزة؛ ألا ترى أن قزمان قال في ذلك اليوم: والله، ما قاتلت إلا على أحساب قومي، وقول الأنصاري يومئذ؛ لما أرسلت قريش الظهر في الزروع: أترعى زروع بني قيلة، ولما نضارب.
Halaman tidak diketahui