Jawahir Hisan dalam Tafsir Al-Quran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genre-genre
وقال ابن عباس: هو سوط نور بيد الملك يزجي به السحاب، وروي عنه:
" أن البرق ملك يتراءى "
واختلف المتأولون في المقصد بهذ المثل، وكيف تترتب أحوال المنافقين الموازنة لما في المثل من الظلمات والرعد والبرق والصواعق.
فقال جمهور المفسرين: مثل الله تعالى القرآن بالصيب، فما فيه من الإشكال عليهم والعمى هو الظلمات، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد، وما فيه من النور والحجج الباهرة هو البرق، وتخوفهم وروعهم وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم، وفضح نفاقهم، واشتهار كفرهم، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي الصواعق، وهذا كله صحيح بين.
وقال ابن مسعود: إن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم؛ لئلا يسمعوا القرآن، فضرب الله المثل لهم، وهذا وفاق لقول الجمهور.
و { محيط بالكفرين } معناه: بعقابهم، يقال: أحاط السلطان بفلان، إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة، ومنه قوله تعالى:
وأحيط بثمره
[الكهف:42].
و { يكاد } فعل ينفي المعنى مع إيجابه، ويوجبه مع النفي، فهنا لم يخطف البرق الأبصار، والخطف: الانتزاع بسرعة، ومعنى { يكاد البرق يخطف أبصرهم } ، تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم، ومن جعل البرق في المثل الزجر والوعيد، قال: يكاد ذلك يصيبهم.
و «كلما»: ظرف، والعامل فيه «مشوا»، و «قاموا» معناه: ثبتوا، ومعنى الآية فيما روي عن ابن عباس وغيره: كلما سمع المنافقون القرآن، وظهرت لهم الحجج، أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمهون فيه، ويضلون به، أو يكلفونه، قاموا، أي: ثبتوا على نفاقهم.
Halaman tidak diketahui