212

Jawahir Adab

جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب

Penyiasat

لجنة من الجامعيين

Penerbit

مؤسسة المعارف

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

أحسن فيه الإحسان كله وأقبل يقرظه ويصف معانيه ويذكر محاسنه ولم يقنع من محمد بن يوسف حتى أضعف له الجائزة فمن كان يقول مثل هذه القصيدة التي هي من عين شعره وفاخر كلامه قبل أن يعرف أبا تمام جدير به أن يستغني عن أن يصحبه أو يتتلمذ له أو لغيره من الشعراء على أنني لا أنكر استعار بعض معاني أبي تمام لقرب البلدين وكثرة ما كان يطرق سمع البحتري من شعره وليس ذلك بمقتض أن يكون أبو تمام أستاذ البحتري ولا بمانعه أن يكون البحتري أشعر من أبي تمام فهذا كثير قد أخذ من جميل واستقى من معانيه فما رأينا أحدًا قال إن جميلًا أشعر منه بل هو عند أهل الشعر والرواية أشعر من جميل (صاحب أبي تمام): أن البحتري نفسه يعترف أن أبا تمام منه فقد سئل عنه وعن أبي تمام فقال أن جيده خير من جيدي وجيد أبي تمام كثير. (صاحب البحتري): إن كان هذا الخر صحيحًا فهو للبحتري لا عليه لأن قوله هذا يدل على أن شعر أبي تمام كثير الاختلاف وشعره شديد الاستواء ولمستوى الشعر أولى بالتقدمة من المختلف الشعر وقد اجتمعنا نحن وأنتم على أن أبا تمام يعلو علوًا حسنًا وينحط انحطاطًا قبيحًا وأن البحتري يعلو بتوسط ولا يسقط ومن لا يسقط ولا يسف أفضل ممن يسقط ويسف. (صاحب أبي تمام): أن أبا تمام انفرد بمذهب اخترعه وصار فيه أولًا إمامًا متبوعًا وشهر به حتى قيل هذا مذهب أبي تمام وسلك الناس نهجه واقتفوا أثره وهي فضيلة عري عن مثلها البحتري. (صاحب البحتري) ليس الأمر على ما وصفت وليس أبو تمام صاحب هذا المذهب ولا يأول فيه ولا سابق إليه بل سلك فيه سبيل مسلم بن الوليد

1 / 259