240

Jawapan Mukhtar

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

Genre-genre

Fikah Syiah

والرأي هنا المراد به الاجتهاد لا يختلف في ذلك، فانظر كيف صرحوا بعدم القطع بالتصويب، وتنفيذ ما اجتهدوا من ذلك، وعدم الرجوع عنه، وتأويل ما روي من ذلك بأنه للتشديد في الاجتهاد فقط تلعب بأقاويل أكابر الصحابة بلا دليل إلا أنه خلاف مذهب المتأول.

وأيضا: قد وقع الخلاف بين الصحابة في الإمامة والسكوت من الجميع بعد النزاع كما وقع النزاع في المختلف فيه من الفروع والسكوت بعد ذلك، والإمامة من الأصول فلو كان ذلك يدل على التصويب لجرى في الأصول كما جرى في الفروع لعدم الفرق، وأيضا أن السكوت لم يقع من الصحابة إلا بعد الإياس من الرجوع كل إلى صاحبه، وأهل القول بالتصويب ممن يقول أنه لا يجب النكير عند الإياس من الرجوع إلى الحق فكيف يعتد بذلك في تخصيص الأدلة القطعية؟

وقالوا: لم ينقض أحد منهم حكم صاحبه!

والجواب والله الموفق: أنا نجيب في ذلك بمثل ما يعتمدون عليه، حيث قالوا: إنما لم يصح للحاكم أن ينقض ما يخالف مذهبه صيانة للأحكام، وإلا لم يستقر حكم البته، فعدم نقض المصيبين لأحكام من خالفهم من المخطئين إنما كان لصيانة ما وقع صوابا من الأحكام من النقض؛ لأنه لو نقضوا حكم المخطئ لنقض حكمهم؛ لأنه يدعي أن الحق معه.

وقالوا: كانوا يعتذرون في المخالفة ويقولون: هذا رأيي وهذا رأيك!

والجواب والله الموفق: أما الاعتذار بما ذكروه فبمراحل من الدلالة على التصويب؛ لأن الله سبحانه قد قال في كتابه: {قل ياأيها الكافرون...} إلى قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}[الكافرون:1-6]، فلم يكن ذلك تقرير للكفار على دينهم ولا تصويبا.

Halaman 268