فتراجع بدوره قائلا: إنك على أي حال تستحق الشكر.
فقال الرجل وهو يمضي: الشكر لله.
إنه يتمزق إربا، لا أمان ولا سلام، ولا قدرة على تحمل مزيد من العذاب. •••
قال عمرو: لا خبر عن الجريمة في الجرائد.
فقال موظف: أكبر الأحداث يشغل الصحف أياما ثم يختفي كأن لم يكن.
وقال آخر: في رأيي أن النيابة هي التي منعت النشر.
فسأل عمرو: لماذا؟ - هكذا يتصرفون إذا اكتشفوا حقائق يجب إخفاؤها عن القاتل.
وشعر بنظرات تلسع وجهه، فالتفت بالغريزة ناحيتها، فالتقت عيناه بعيني عم سليمان، وهو يحمل القهوة للرئيس، جن بالقهر دقيقة ثم تساءل متى وكيف يشرع في ابتزاز أمواله؟! ثلاثة تمنى أن يتخلص منهم؛ فتاة الحلواني، وصاحب محل الزهرة، وعم سليمان، تمنى أن يتخلص منهم ليتغلب على الأرق الذي احتل لياليه المضنية، وتتابعت المعجزات فصدمت سيارة نقل الفتاة الجميلة، وقتل صاحب محل الزهرة في معركة غادرة مع أحد العمال، أما عم سليمان فقد مات فجأة وهو يعمل في المقصف.
ولم يكد يتذوق قطرة من الراحة حتى دهمه صوت الرئيس وهو يقول: متى تبدأ العمل يا سيد عمرو؟! •••
وهبطت عليه فكرة من السماء، أوحت إليه بأن البواب ليس بالمالك المناسب للحذاء الأبيض، الحذاء لا يناسبه لا من الناحية الذوقية، ولا من الناحية الاقتصادية، الأرجح أن يكون قد تلقاه هدية، فمن هو المهدي ومتى أهداه إليه؟ لعلها فكرة لا تقوم على واقع ولكنها جديرة بالاختبار، ومضى لتوه قاصدا عيادة الأسنان. وفي المصعد قال للبواب: حذاؤك جميل!
Halaman tidak diketahui