أصول يبتني بعضها على بعض ، يبتدء من اثبات الحكيم بنعوته الجلالية وتنتهي الى وجوب وجود الامام في كل عصر. وأن الارض لاتخلو من حجة ؛ وأنها لولا وجود الحجة لساخت وانقلبت بمن فيها كما ورد في الحديث المروي من طرق الفريقين وهنا اسرار وأستار لا يمكن كشفها ورفع الحجب عنها.
أما السؤال عن الاسباب التي دعت الى غيبته ، فاللازم أولا أن يعرف السائل أن الانسان اذا عرف أن له خالقا لم يخلقه عبثا ولم يتركه سدى بل كلفه بتكاليف يؤهله بها للفوز والسعادة الابدية في دار أخرى هي دار القرار ودار الجزاء ، فاذا عرف ذلك جيدا وجب عليه ان يعرف التكاليف والاحكام التي أمره الله بها ، ويأخذها من الحجة عليه والسفير بينه وبين الله سبحانه.
ولايلزم عليه ان يعرف حكمة تلك الاحكام ، ومصالح تلك التكاليف وان كنا نعتقد على الاجمال ان جميعها مشتمل على اشرف الحكم والمصالح ولكن ليس كل العقول تستطيع الوصول الى تلك الاسرار الربوبية والحكم الالهية ، وهناك مراتب ومقامات حتى الانبياء والائمة عليهم السلام تقف دونها ولاتستطيع الوصول اليها ، فما ظنك بأمثالها ؟ ومهما اتسعت علوم البشر واكتشافاتهم عن اسرار الطبيعة ، ومكنونات الخليفة والحقيقة اتضح لهم ان نسبة معلومات جميع البشر من أول التاريخ الى اليوم نسبتها الى مجهولاتهم نسبة القطر الى البحر بل أقل بكثير.
قيل لأفلاطون (1) عند قرب موته. ما تقول في الدنيا ؟ قال ما أقول في دار جئتها
Halaman 156