Aspek Emosi Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Genre-genre
الخالد بعد أن ترحل عن أرجاء هذه الأرض. والآخر: البراعة فى هذه الحياة وإحراز قصب السبق فى علوم الأرض، وتوجيه القوى المادية المختلفة بعد فقهها وإجادتها إلى خدمة المثل العليا للإيمان الصحيح. وقد بلى المسلمون بمن جهلهم فى الحياة باسم الزهد فيها، ومن صرفهم عن العمل لها بزعم أن ذلك صارف عن عمل الآخرة!! ونسى الغافلون الذين بلوا أمتنا بهذه المحنة أن أخصر الطرق لخسارة الآخرة، وضياع الحقيقة، وسيطرة الضلال، وانتشار الإثم، هو هذا التجهيل والتعطيل.. من أجل ذلك آثرنا ونحن بصدد تربية النفوس أن نؤثر عنوانا على عنوان، وإن كان هذا التغيير فى الشكل لا يغنى عن الإفاضة فى شرح الموضوع نفسه. تتسع أقطار الأرض لأعداد كثيفة من الناس، فيهم من يؤمن بالله واليوم الآخر، وفيهم من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. وكلا الفريقين يسعى وراء رزقه، يبغى أولا أن يوفر الضرورات التى لابد منها لنفسه ولأهله، فإذا اطمأن إلى تحصيلها اجتهد أن ينعم عيشه بالمرفهات، وأن يقطع مرحلة العمر، وهو طاعم كاس آمن مسرور... يكاد البشر مؤمنهم وكافرهم يتفقون على هذا المنهج، بيد أن هناك خلافا عميق القرار فى تفكير الفريقين، ولون شعورهما. فالكافر يعبد الحياة لذاتها، ويطلبها على أنها الهدف الفذ، والفرصة التى إن ضاعت ضاع كل شىء. إنه لا يعرف الحياة إلا هذه الفترة المتاحة له على ظهر الأرض! ولا يصدق أن وراء هذا العيش عيشا! أو أن بعد هذه الدار الدنيا دارا أخرى...!! أما المؤمن فإنسان على النقيض فى فهمه وحكمه، إنه واثق من أن هناك حياة آكد وأعظم، ينتقل البشر إليها ويخلدون فيها. وأن المحيا على ظهر الأرض وسيلة لا غاية، أجل، هو وسيلة لما بعده، فهنا الغرس، وهناك الحصاد؟ هنا السباق، وهناك النتيجة. والدنيا إذا لم تكن مطية للآخرة كانت دار غرور، وميدان باطل. البون بعيد كما ترى بين الفريقين، وإن تجاورا فى المقام، وكدحا وراء الطعام. هذا يأكل ليعيش، وذاك يعيش ليأكل... إلا أن سحر الدنيا شديد الفتنة، ومعارك الأقوات تستنفد طاقات ضخمة وتقيد 163
Halaman 150