Aspek Emosi Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Genre-genre
إن صوت الحق يهتف فى كل مكان ليهتدى الحائرون ويتجدد البالون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر " . وفى رواية: " أقرب ما يكون العبد من الرب فى جوف الليل " فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعات فكن...! 143 إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار، وعلى أطلال الماضى القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبنى مستقبلك. تأمل فى هذه الأبيات التى أضعها بين يديك تهيب بالغافى أن يصحو، وأن يدع دفء الفراش، وأن يتخلص من استرخاء البدن، وأن يدلف إلى بيت الله ليقف فى محرابه مناجيا يؤمل الخير ويرجو الرشاد. قال الشاعر: قم فى الدجى يا أيها المتعبد قم وادع مولاك الذى خلق الدجى واستغفر الله العظيم بذلة واندم على ما فات، واندب ما مضى واضرع، وقل: يارب عفوك إننى أسفا على عمرى الذى ضيعته يا رب لم أحسب مرارة مصدر يا رب قد ثقلت على كبائر يا رب إن أبعدت عنك فان لى يا رب مالى غير لطفك ملجأ يا رب هب لى توبة أقضى بها أنت الخبير بحال عبدك إنه أنت المجيب لكل داع يلتجى من أى بحر غير بحرك نستقى؟ حتى متى فوق الأسرة ترقد؟ والصبح، وامض فقد دعاك المسجد واطلب رضاه فإنه لا يحقد بالأمس، واذكر ما يجئ به الغد من دون عفوك ليس ما يعضد تحت الذنوب، وأنت فوقى ترصد! عن زلة قد طاب منها المورد بإزاء عينى لم تزل تتردد! طمعا برحمتك التى لا تبعد ولعلنى عن بابه لا أطرد! دينا على، به جلالك يشهد بسلاسل الوزر الثقيل مقيد أنت المجير لكل من يستنجد ولأى باب غير بابك نقصد؟ ولا تؤودنك كثرة الخطايا، فلو كانت ركاما أسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا. " إن الكنود القديم لا يجوز أن يكون عائقا أمام أوبة صادقة (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) وفى حديث قدسى عن الله عز وجل: " يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى 144 غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالى، يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ". وهذا الحديث وأمثاله جرعة تحيى الأمل فى الإرادة المخدرة، وتنهض العزيمة الغافية وهى خجلى لتستأنف السير إلى الله، ولتجدد حياتها بعد ماض ملتو مستكين. لا أدرى لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرهبة؟. إن الجهل بالله، وبدينه، هو علة هذا الشعور البارد أو هذا الشعور النافر بالتعبير الصحيح مع أن البشر لن يجدوا أبر بهم ولا أحنى عليم من الله عز وجل. وبره وحنوه غير مشوبين بغرض ما، بل هما آثار كماله الأعلى، وذاته المنزهة. وقصة الإنسان تشير إلى أن الله خلله ليكرمه لا ليهينه، وليسوده فى العالمين لا ليؤخر منزلته أو يضع مقداره (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون * ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ). ووظيفة الدين بين الناس أن يضبط مسالكهم وعلائقهم على أسس من الحق والقسط حتى يحيوا فى هذه الدنيا حياة لا جور فيها ولا جهل... فالدين للإنسان كالغذاء لبدنه ضرورة لوجوده ومتعة لحواسه. والله عز وجل بشريعته مع الوالد ضد عقوق الولد، ومع المظلوم ضد سطوة الظالم، ومع أى امرئ ضد أن يصاب فى عرضه أو ماله أو دمه!. فهل فى هذه التعاليم قسوة على البشر ونكال بهم؟ أليست محض الرحمة والخير؟. وإذا كلف الله أبناء آدم بعد ذلك ببعض العبادات اليسيرة، ليحمدوا فيها آلاءه ويذكروا له حقه، فهل هذه العبادات المفروضة هى التى يتألم الناس من أدائها، ويتبرمون من إيجابها؟. الحق أن الله لم يرد للناس قاطبة إلا اليسر والسماحة والكرامة، ولكن الناس أبوا أن يستجيبوا لله وأن يسيروا وفق ما رسم لهم فزاغت بهم الأهواء فى كل فج وطفحت الأقطار بتظالمهم وتناكرهم. ومع هذا الضلال الذى خبطوا فيه، فإن منادى الإيمان ما يزال يهتف بهم أن عودوا إلى بارئكم. 145
Halaman 132