Janaqu Paku Bumi
الجنقو مسامير الأرض
Genre-genre
ويسمى فحامي في الفترة ما بين إبريل إلى مايو، حيث يعمل أم بحتي؛ أي منظفا للمشروعات الجديدة، أو المهملة من الأشجار، ويصنع من سوقها وفروعها الفحم النباتي.
ويسمى جنقو أو جنقوجورا في الفترة ما بين يونيو وديسمبر، أي منذ هطول الأمطار إلى نهاية موسم حصاد السمسم، أما خلال السنة كلها فتطلق عليه النساء اسم فدادي، وبالمقابل يسمي هو النساء اللائي يصنعن المريسة، والعرقي، فداديات، وعرفنا أيضا من بعض الجنقو الذين أتوا من الفاشر ونيالا أن اسم الجنقوجورا هو المستخدم عندهم للدلالة على ما نسميه نحن في الشرق اختصارا جنقو، لا يطلقون لفظ جنقاوي للمفرد كما نفعل، بل جنقوجوراي.
هي ليست المرة الأولى التي نترافق فيها إلى مكان لا نعرفه، ولن تكون الأخيرة، فمنذ أن طردنا من وظائفنا للصالح العام قبل خمس سنوات تجولنا كثيرا في شتى بقاع السودان: شماله، جنوبه، غربه، وشرقه، كان هو من أسرة ثرية، ويحتفظ بمال كثير لنفسه، يمكنه من أن يتفرغ بقية حياته كلها للجري وراء متعة المشاهدة، كما أطلقنا على ما نقوم به من «تسكع وتلكع» في بلاد الله الشاسعة، أنا فقير لكني عازب، ولا أتحمل مسئولية أحد غير نفسي؛ إخواني، وأخواتي، متزوجون، بعضهم خارج السودان، والبعض الآخر في الداخل، واتخذوا طريقهم المحتوم في الحياة، أمي وأبي متوفيان، هو يساعدني كثيرا في تحمل مصاريف السفر، ومتعة المشاهدة، وأنا أوفر له الرفقة الطيبة، ويقول الناس عندنا: الرفيق قبل الطريق.
تصرخ رائحة العرق المشوي بشمس الدرت الحارقة، شمس سبتمبر، لتملأ الأنوف زنخا لا يحتمل، دندن في صوت مرح: رجال، رجال، نحن في حلم؟
قلت له: أنا شفت واحدة قبل شوية.
يبدو أن الشاب العشريني الذي يجلس قربنا، الوسيم، الذي يحتسي قهوته، لم يكن منشغلا بموضوعات الحصاد، الربح والخسارة، العنتت والقبور الكعوك، وطيور أم عويدات، وود أبرق، كما هو الحال عند الجميع وبمن فيهم صاحب القهوة البدوي الشاب كث الشعر، أو بما تقدمه له رشفات القهوة من متعة تبدو عظيمة، كانت أذناه تتصيدان ما نهمس به، ربما ما نفكر فيه أيضا، قال لنا دون مقدمات بحماس عال ساذج: إنتو ما مشيتوا بيت الأم، معقول؟ لازم تمشوا بيت الأم.
قلت: بيت الأم؟ أم منو «من»؟
قال: نعم، بيت الأم، أم الناس كلهم.
سأله صديقي: بيت الأم؟
قال: أيوه، بيت الأم.
Halaman tidak diketahui