Janaqu Paku Bumi
الجنقو مسامير الأرض
Genre-genre
لم أرد عليه، قلت مخاطبا أدي: عايز أرجع القطية، عايز أنوم، ممكن؟
قالت بانشراح، وقد فهمت ما أرمي إليه: إنت زول تاني، ما زي صاحبك.
خاطبني بسخرية: نتقابل الصباح يا أبو الشباب، يا فالح.
هززت رأسي إيجابا أو بما يعني: على كيفك يا بني.
عبر زقاقين قصيرين مظلمين قادني رجل كلفته أدي إلى بيت الأم، حيث التقيت لأول مرة بامرأة انتظرتني طويلا في القطية اسمها: ألم قشي.
عزومة الصافية
قابلناها في سوق القنذي، وهو سوق للملابس المستعملة الرخيصة، يقام على هامش السوق الكبير، قرب زريبة المواشي في مكان خجول منزو؛ حتى تضمن خصوصية الرواد، البائع والبضاعة، يرتاده الجنقو بين حين وآخر، إما لبيع ملابسهم، وأحذيتهم، وما تبقى من زينتهم، واستبدالها، أو شراء أخرى، وذلك في شهور الفلس قبل موسم الحصاد، أو عندما يقبضون على ما تحصلوا عليه من نقود نتيجة للعمل في الحصاد، ولا يمنع أن يمروا عليه كذلك للبحث عن ملبوسات خاصة، قد لا تتوفر في مكان آخر غيره، وخاصة أن بعض الباعة يجلبون ما يسمى ب «كوشا مكة» أي مزبلة مكة، أو «الميت قدرك»، وهي عبارة عن نفاية من الملابس المستعملة، أو تلك التي يتبرع بها محسنون، وذوو موتى من دول الخليج أو المملكة العربية السعودية، يرسلونها بكميات كبيرة عبر المنظمات التطوعية؛ لتوزع للمساكين في شتى بقاع السودان، ولكنها تجد طريقها سريعا لسوق الفقراء بالقرى والمدن الطرفية، ولأنها غالبا ما تكون مستعملة استعمالا خفيفا، وبها ظلال موضات مندثرة، فهي مرغوبة وغالية الثمن.
شاهدناها من بعيد تقف أمام البائع، تتفاوض في شراء جلباب، قال لي فيما يشبه الهمس: الصافية، الصافية الرهيبة، أنا عايز أتكلم معاها يا صديق.
وكان يطلق علي هذه الصفة عندما يشرع في الحديث عن موضوع يظنه بالغ الأهمية. - المخلوقات البسيطة الصغيرة المهملة المرمية على هامش المجتمع والمكان، تجد فيها أسرارا لا حد لها، إن الله دائما ما يستودع حكمته في نوع زي ديل.
أضاف: أنا عايز أصل لأصل الحكمة فيها.
Halaman tidak diketahui