Janaqu Paku Bumi
الجنقو مسامير الأرض
Genre-genre
عندما يضع هدية الشامة في علبة التوفير مع ما وفره من هدايا المسجونين والمسجونات، وحتى الطباخ نفسه والعساكر، يكون قد تمكن من مبلغ لا يعرف قدره، ولكنه يزداد يوميا ببطء، ولكنه لا ينقص، حتى عندما يرسلونه إلى الدكان القريب، أو السوق لإحضار تمباك أو علبة سجائر، أو ما شابه ذلك، ويطلبون منه الاحتفاظ بالباقي، فهو يبخل على نفسه بقطعة من الحلوى الكثيرة الشهية التي تطل عليه من بين الأرفف والطبليات، وفي أيدي الأطفال الذين في عمره، كان يعرف أيضا المساجين الذين في عنبر الرجال، قد تتغير الأوجه يوميا، ولكن المساجين الجدد يعرفون في اليوم الأول لقدومهم بالاسم، والقبيلة، والجريمة، والمدينة، والقرية، والشهرة، جمع بسرعة الأواني التي دفع بها السجناء خارج زنزاناتهم، أو عنابرهم، ثم أخذ ما يستطيع حمله على جسده الصغير، ومضى به نحو المطبخ، كان الصول لا يزال هناك، وعندما رأى ود أمونة يترنح تحت ثقل الأواني صرخ في وجه الطباخ: إنت عايز تقتل ود المرا دي ولا شنو؟
فأسرع الطباخ في تناول الأواني من على كتف ود أمونة، وهو يعتذر بهمهمة غير مفهومة.
قال لود أمونة في ود: يلا اجري العنبر، أمك في انتظارك، تكون جات من الخدمة.
قال ود أمونة للشامة: أنا ماشي لعازة.
ردت عليه في شماتة: إنت ما عارف إنو دخلوها الزنزانة. - عارف ووديت ليها موية قبيل، مسكينة عازة.
قالت بصورة حادة: ما مسكينة ولا حاجة، عازة دي مجرمة.
قال ود أمونة مستغربا: ما لها، عملت شنو؟ قالت لي هي ما عملت أي شيء.
قالت الشامة: لقوا عندها ممنوعات.
عندها استطاع أن يربط ود أمونة أحداث قبل الأمس بأحداث يوم أمس، بما سمعه اليوم من الشامة.
أحداث أول أمس: كانت عازة تحت الحائط الشرقي، ليس بعيدا عن برج المراقبة، حيث كان السجان بريمة بين وقت وآخر يتبادل الكلمات مع العازة، وأيضا السجائر، حدثتني العازة عن أمانة تخصها عند امرأة في الحمرة بإثيوبيا، وأن المرأة جاءت من هناك، وهي الآن في القضارف، ولم تجد طريقة لإحضار الأمانة لها في السجن؛ لأنها تخاف من البوليس، ولها سوابق كثيرة.
Halaman tidak diketahui