تشبه في النسوان بالشادن الطفل
وفي بيت آخر يقول فيه:
لها مقلتا ريم وجيد جداية
وكشح كطي السابرية أهيف
فإذا أعطينا «الوصف التقليدي» حقه من هذه الأبيات بقي لنا منها أن بثينة كانت حسناء بدوية، لم يثقلها ترف الحاضرة، ولم يعرقها شظف العيش، فهي رشيقة معتدلة الخلق سامقة القوام مستحبة الملامح لمن يراها، مفتونا بها أو غير مفتون.
ومن بعض أحاديث كثير عن إشارات جميل لبثينة وفطنتها إلى معناها وردها عليها لساعتها، يبدو لنا أنها كانت من الذكاء على نصيب يسعف الفتاة في مواقف الغرام، وهو نصيب غير نادر بين جميع الفتيات.
إلا أنها «شن وافق طبقه» في علاقتها بجميل، فكانت لا تخلو من حماقة وخفة يلاحظها من يحادثها، وقيل: إنها دخلت على عبد الملك بن مروان «فرأى امرأة خلفاء - أي حمقاء - مولية، فقال لها: ما الذي رأى فيك جميل؟ قالت: الذي رأى فيك الناس حين استخلفوك».
ومثل هذه الحماقة لا تظهر في الكهولة إلا كان لها أساس أصيل من بداية العمر، وبخاصة في عهد الغواية والشباب. •••
وقد كان جميل يحاول أن يقتدي في وصفها بابن أبي ربيعة في وصفه لنسائه المترفات المنعمات، فيقول عنها وعن أترابها:
إذا حميت شمس النهار اتقينها
Halaman tidak diketahui