الفصل الخامس والعشرون
العقلية على رأي فيثاغوروس ، قد وضع للذین تهذبت نفوسهم (وزكت أرواحهم) من دنس الشيطان ، ووقفت على معاني المحسوسات ، وعاينت الطبیعیات، وشاهدت الأمور الجسانية ، واشتاقت إلى الافاضات العقلية ، والذخائر النفسانية ، والفيوضات الالهية ، لتصير إلى عالم الجنان، ومجاورة الرحمن ذو الجلال والاكرام ، والغرض المطلوب من هذا الفصل ، والمقصود اليه ، هو ان الباري جل جلاله ، وتقدست أسماؤه لما ابدع الموجودات في المبدع الأول وهو العقل اخترع المخترعات بوساطته في النفس ، وجعلها مقدرة في الكائنات ، مكونة بحسب الأمهات والمواليد ، ورتبها ونظمها كمراتب الأعداد عن الواحد الذي قبل الأثنين ، والاثنين الذي قبل الثلاثة ، وكذلك ما بعده ، وجعل لكل جنس منها حدا مخصوصا ، ونهاية معلومة متطابقة بعضها البعض، فاعله ومنفعلة
Halaman 141