88

Jama' al-Usul

معجم جامع الأصول في أحاديث الرسول

Penyiasat

دار الكتب العلمية في مواضعها من هذه الطبعة]

Penerbit

مكتبة الحلواني-مطبعة الملاح

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

مكتبة دار البيان

منه أو من غيره، فلا يجوز له أن يقول: سمعت فلانًا، ولا أن يقول: قال فلان، لأنه شاك، ولا يجوز له أن يروي الحديث بالشك المطلق بل لو سمع من شيخ مائة حديث، وعلم أن حديثًا واحدًا لم يسمعه، ولكنه التبس عليه، ولم يعرفه، فلا يجوز له رواية شيء من تلك المائة عن ذلك الشيخ، لأنه ما من حديث منها إلا ويجوز أن يكون هو ذلك المشكوك فيه. أما إذا أنكر الشيخ الحديث، فلا يخلو من ثلاث جهات: الأولى: أن ينكره قولًا، ولا يخلو أن ينكره إنكار جاحدٍ قاطعٍ بكذب الراوي، وحينئذ لا يعمل به، ولا يصير الراوي مجروحًا، أو ينكره إنكار متوقف، وقال: لست أذكره، فيعمل بالخبر، لأن الراوي جازم أنه سمعه منه، وهو ليس قاطعًا بتكذيبه. وقال قوم: إن نسيان الشيخ للحديث يبطله، وليس بشيء، فإن للشيخ أن يعمل بالحديث إذا روى له العدل عنه، ولهذا تفصيل آخر. قالوا: ينظر الشيخ في نفسه (١)، فإن كان رأيه يميل إلى غلبة نسيان، أو كان ذلك عادته في محفوظاته، قبل رواية غيره عنه، وإن كان رأيه يميل إلى جهله أصلًا بذلك الخبر، رُدَّ، فقلمَّا ينسى الإنسان شيئًا حفظه لا يُتَذَكَّرُ بالتذكير، والأمور تبنى على الظواهر، لا على النَّوادر،

(١) في المطبوع: " حديثه ".

1 / 89