62

Jamic Rasail

جامع الرسائل

Penyiasat

د. محمد رشاد سالم

Penerbit

دار العطاء

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٢هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠١م

Lokasi Penerbit

الرياض

وَأَن مُوسَى أطَاق حملهَا دون حميه وَذكر عَن مُوسَى أَنه أَحَق بِالْوَفَاءِ من حميه وَلَو كَانَ هَذَا هُوَ شعيبا النَّبِي لم يُنَازع مُوسَى وَلم ينْدَم على إِعْطَائِهِ إِيَّاهَا وَلم يحاكمه وَلم يكن مُوسَى قبل أَن ينبأ أَحَق بِالْوَفَاءِ مِنْهُ فَإِن شعيبا كَانَ نَبيا ومُوسَى لم يكن نَبيا فَلم يكن مُوسَى قبل أَن ينبأ أكمل من نَبِي وَمَا ذكره زيد من أَنه كَانَ يعرف أَن مُوسَى نَبِي إِن كَانَ ثَابتا فالأحبار والرهبان كَانَت عِنْدهم عَلَامَات الْأَنْبِيَاء وَكَانُوا يخبرون بأخبارهم قبل أَن يبعثوا وَالله سُبْحَانَهُ أعلم فصل وَأما شياع كَون حمى مُوسَى شعيبا النَّبِي عِنْد كثير من النَّاس الَّذين لَا خبْرَة لَهُم بحقائق الْعلم ودلائله وطرقه السمعية والعقلية فَهَذَا مِمَّا لَا يغتر بِهِ عَاقل فَإِن غَايَة مثل ذَلِك أَن يكون مَنْقُولًا عَن بعض المنتسبين إِلَى الْعلم وَقد خَالفه غَيره من أهل الْعلم وَقَول الْعَالم الَّذِي يُخَالِفهُ نَظِيره لَيْسَ حجَّة بل يجب رد مَا تنَازعا فِيهِ إِلَى الْأَدِلَّة وَمِثَال ذَلِك مَا ذكره بَعضهم أَو كثير مِنْهُم من أَن الرُّسُل الْمَذْكُورين فِي [سُورَة يس هم من حواريي الْمَسِيح ﵇ وَأَن حبيب النجار آمن بهم وَهَذَا أَمر بَاطِل عِنْد أجلاء عُلَمَاء الْمُسلمين وَعند أهل الْكتاب فَإِن الله قد أخبر عَن هَذِه الْقرْيَة الَّتِي جاءها المُرْسَلُونَ أَنه قد أهلك أَهلهَا فَقَالَ تَعَالَى إِن كَانَت إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذا هم خامدون الْآيَة ٢٩]

1 / 65