يا مالك الناس وديَّان العرب ... إني لقيتُ ذربةً (١) من الذرَبْ
غدوتُ أبغيها الطَّعام في رجبْ ... فخلفتني في نزاع وهرب
أخلفتِ الوعد ولطتْ بالذنب ... وهُنَّ شر غالبٍ لمن غُلِبْ
قال فجعل النبي ﷺ يقولُ: وَهُنَّ شرُّ غالبٍ لمن غَلبُ) (٢) .
٥٠٧ ٠ حدثنا عبد الله، حدثنا العباسُ بن عبد العظيم العنبري، حدثنا أبو سلمة عبيد الله بن عبد الرحمن الحنفي، حدثني الجُنيدُ بن أمين بن ذروة بن
نضلة بن طريف بن بُهْصُل الحِرمَازي، حدثني أبي أمين بن ذروة، عن أبيه ذُروةَ
ابن نَضلة، عن أبيهِ نضلة بن طريفٍ: أنَّ رجلًا منهمْ يُقَالُ لهُ: الأعشى -
واسمهُ عبد الله بن الأعور - كانت عنده امرأةٌ يقال لها مُعاذةُ، خرج في رجب
يميرُ أهلهُ (٣) من هجَر، فهربت امرأتُهُ بعدهُ ناشزًا عليه، فعاذت برجُلٍ منهم
يُقالُ له مُطرفُ بن بُهْصُل بن كعب بن قُشع بن دُلَفِ بن أهضم بن عبد الله
ابن الحرماز، فجعلها خلف ظهره، فلما قدم لم يجدها في بيتهِ، وأُخبر أنها
نشزت عليه، وأنها عاذت بمُطرف بن بُهْصُل، فأتاه فقال له: يا ابن عم عندك
أمرأتي مُعاذةُ، فادفعها إليَّ. قال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها
إليكَ. قال: وكان مطرفُ أعزَّ منهُ، فخرج حتى أتى النبي ﷺ فعاذ به وأنشأ
يقولُ:
ياسيد الناسِ وديان العربْ ... إليك أشكو ذربةً من الذربْ (٤)
كالذئبة الغبساء (٥) في ظل السربْ ... خرجت أبغيها الطعام في رجب
(١) الذرب: هو حدة اللسان.
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ٢/٢٠٢ وقال ابن حجر في الإصابة: أخرجه
أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين: ١/٥٥ وأخرجه أيضًا البخاري في التاريخ الكبير،
٢/٦١.
(٣) يمير أهله: يطلب لهم الطعام.
(٤) كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة، وأصله من ذرب المعدة وهو فسادها، وقيل أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها أهـ النهاية في غريب الحديث ٢/١٥٦.
(٥) الغبساء: أي الغبراء اهـ النهاية مادة (غبس) ٣/٣٣٩. ... خرجتُ أبغيها الطعام في رجب
والشعر: ذكره ابن منظور في لسان العرب مادة (ذرب) .